أن يكون لديك نجمٌ غنائي "جاهز" يمتلك من الموهبة ما يجعله مطلباً جماهيرياً ومسوّقاً نشطاً لنفسه ولمجالك الفني فإن أمورك ستكون على أفضل ما يرام، ولن تواجه أي صعوبات تسويقية لإنتاج ألبومه الغنائي، لأن خلفه جيش من الجمهور ينتظر جديده على أحر من الجمر، وبالتالي سيُسهل من تحقيق الأرباح وموازنة المعادلة الإنتاجية من ربح وخسارة. هذا الأمر من الممكن أن نتوقعه في وقت سابق عندما كانت مبيعات الألبومات تصل لأرقام عالية من التوزيع والبيع والشراء، قبل دخول شبح (الإنترنت) وقرصنة هذه الألبومات التي قلبت المعادلة الإنتاجية وأصبحت الخسارة هي المتفوقة بشكل واضح، حتى أعلنت بعض الشركات الإنتاجية توقفها والبعض الآخر ذهب في عالم النسيان، أما من بقي يقاوم هذا الشبح فإنه مع مرور الوقت فقد الكثير من أرباحه وخضع للواقع المؤلم.. في وقتنا الحالي لا يكاد يذكر إلا شركتا إنتاج هما المسيطرتان على سوق الأغنية وهما الحضن الدافئ لنجوم الأغنية، هما روتانا وبلاتنينيوم ريكوردز. شركة روتانا لا زالت في صراعها مع القرصنة تبحث عن الحلول التي تجنبها الخسارة، وفي كل مرة يكون هناك تدخل من القائمين عليها لوقف الهدر المالي بشكل حاسم أدى في كثير من المرات إلى خسارة فنان أو مسؤول أو حتى موظف عادي، ولكنها غفلت عن جزء مهم يتعلق بالفنانين المنتمين لها الذي يعدون في غالب الأمر من فئة (star) والذين بالتأكيد يكلفون الشركة مبالغ طائلة لإنتاج ألبوماتهم، وفي نفس الوقت فإن هذه الألبومات لا تعيد قيمة هذه المبالغ طالما أن (شبح الإنترنت) موجود ولا زال قائماً، وبالتالي فالمعاناة لا زالت قائمة وتحتاج مزيداً من الحلول.. كاظم الساهر على العكس تماماً هناك شركة بلاتينيوم التي دخلت مجال الإنتاج في توقيت يعد هو الأسوأ في تاريخ الإنتاج الغنائي على الإطلاق، ومع ذلك فهي تعمل بشكل جدي وكبير وتضع خططها لإنتاج المزيد من الألبومات ولكنها -وبذكاء- اعتمدت على أسماء شابة في بداية مسيرتها الغنائية ولديها مستقبل مهم، وفكرة إنتاج ألبومات هؤلاء لا تكلف تلك المبالغ الطائلة التي من الممكن أن تصرف على النجوم الكبار، وبالتالي فالعملية الإنتاجية هنا ستكون متعادلة, وبمقدار الصرف سيكون الربح، ويمكن استثمار نجوميتهم بشكل يضمن النجاح المادي للشركة. إذن هنا من الممكن أن نفرق بين الشركتين؛ في أن شركة روتانا لديها إنتاج فني يخدم النجوم الكبار ولكن دون أن تظفر بهامش ربح من قيمة ما تصرفه عليهم، أما شركة بلاتينيوم فهي تعتمد المواهب الشابة استناداً على قاعدة (صناعة النجم) التي لا تكلف كثيراً من المبالغ ومع ذلك فهي ناجحة ومن الممكن أن توازن بين الربح والخسارة. نجوى كرم إن (صناعة النجم) فن لا يتقنه الكثير ويحتاج إلى إدارة قوية تعرف بالضبط ماذا تريد وكيف تحقق ما تريد, وهو ما افتقدته روتانا في الفترة الماضية والتي عانت طويلاً بسبب استراتيجيتها المبنية على الأسماء الكبيرة، أما بلاتينيوم فهي تسير بخطى واثقة في خارطة الإنتاج الغنائي وأصبحت مصنعاً حقيقياً لنجوم الأغنية الجدد مثل منى أمارشا ومحمد الزيلعي وغيرهما. منى أمارشا