كشفت مصادر عسكرية وأمنية أردنية ل «الحياة» أمس عن ارتفاع عدد المنشقين عن الجيش السوري النظامي الذين لجأوا إلى المملكة منذ بداية الاحتجاجات في بلدهم إلى نحو 3800 شخص، بينهم 1120 ضابطاً رفيعاً. وقال مسؤول حكومي أردني ل «الحياة» إن الحكومة «تقوم بنقل هؤلاء إلى معسكر تابع للقوات المسلحة الأردنية في إحدى المناطق الصحراوية بمدينة المفرق الحدودية. فيما تعمل على فصل المنشقين من أصحاب الرتب العالية في سكنات مجهزة لهم داخل العاصمة عمان وفي مدينة الزرقاء القريبة من المفرق». وعاشت الحدود الأردنية - السورية خلال ال48 ساعة الماضية توتراً شديداً. وتوفي لاجئ سوري وأصيب اثنان آخران بجروح بليغة خلال محاولتهم اجتياز الحدود فجر يوم أمس. وقال مدير مستشفى المفرق الحكومي الدكتور حمود السرحان ل «الحياة» إن «قسم الإسعاف والطوارئ استقبل 3 نازحين سوريين إصاباتهم بليغة فجر أمس، وما لبث أحدهم أن فارق الحياة متأثراً بإصابته». فيما قال زايد حماد رئيس «جمعية الكتاب والسنة» الأردنية، المعنية بإغاثة عشرات آلاف السوريين إن «عشرات اللاجئين أصيبوا ليلة السبت - الأحد برصاص الجيش السوري النظامي، عند عبورهم الحد الأردني الفاصل بين البلدين». وأضاف حماد أن «نحو 30 شخصاً أصيبوا بجروح عميقة، بعد أن فتح الجيش السوري النار على مئات السوريين عند دخولهم الأراضي الأردنية. وأكد المسؤول الإغاثي أن فرق الإنقاذ الخاصة بالجيش الأردني «سارعت إلى إغاثة هؤلاء وتقديم الإسعافات الأولية لهم، قبل ان ينقلوا إلى المستشفيات العاصمة». وأوضح أن القوات الموالية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد «تستهدف اللاجئين الذين يحاولون الوصول إلى الأردن، في إطار حملة مستمرة منذ نحو شهرين». وكان علي الرفاعي أحد المسؤولين الميدانيين في الجيش السوري الحر، قال ل «الحياة» في وقت سابق، إن «استهداف الفارين إلى الأردن، نجح في الحد من هجرة العائلات السورية إلى مخيم الزعتري» المشيد في عمق الصحراء الشمالية الشرقية الأردنية. وكشف مسؤول إغاثي آخر توجه الحكومة الأردنية إلى إنشاء مخيم جديد للاجئين السوريين في مدينة الزرقاء، وذلك على غرار مخيم الزعتري في مدينة المفرق. وقال الناطق الحكومي الخاص بشؤون اللاجئين السوريين في الأردن، أنمار الحمود، إن حكومة بلاده «اختارت منطقة مريجب الفهود - 20 كيلومتر شرقي الزرقاء - لاستحداث مخيم آخر للسوريين». وأضاف أن «المخيم المقرر إنشاؤه يقع ضمن 13 ألف دونم، لاستيعاب الأعداد المتزايدة من اللاجئين، إلى جانب تخفيف الضغط على الزعتري». وتابع: «ننتظر من الدول المانحة أن تقدم يد العون للانتهاء من بناء المخيم في القريب العاجل»، موضحاً أن عدد اللاجئين السوريين في «الزعتري» وصل إلى نحو 36 ألفاً. وكانت الحكومة قلصت من الطاقة القصوى لمخيم الزعتري أخيراً وصولاً إلى 60 ألف لاجئ، بعد أن كانت 80 ألفاً، وذلك بسبب تكرار حوادث الشغب داخل المخيم. ويؤوي الأردن الذي يشترك وسورية بحدود يزيد طولها على 370 كيلومتراً، أكثر من 200 ألف سوري منذ بدء الأحداث في جارته الشمالية في آذار (مارس) 2011.