تراجعت أمانة محافظة جدة عن قرارها الأخير والقاضي بمنع تدخين المعسل في الأماكن المغلقة والمفتوحة لتقصره على الأماكن المغلقة فقط، وتسمح به داخل الأماكن المفتوحة في محافظة جدة. وأكد المتحدث الإعلامي لأمانة جدة الدكتور عبدالعزيز النهاري ل «الحياة» أن الإغلاق سيكون بناء على التوجيه الذي ينص بمنع التدخين في الأماكن المغلقة فقط، موضحاً أن الأمانة شرعت منذ اليوم في عمليات الإنذار الثاني و إيقاع الغرامات المالية التي تقدر ب 600 ريال، منوهاً بأن الأمانة ستبدأ في عملية الإغلاق فعلياً في حال عدم التزامها بالقرار والتوجه بعد ما يقرب أربعة أو خمسة أيام، كاشفاً عن عدد المقاهي الموجودة في جدة والتي تقارب 242 مقهى. وأوضح أحد ملاك المقاهي في جدة صلاح الغامدي أنه اقتصر الأمر بإغلاق مقهاه بنفسه، مما ترتب عليه منح موظفيه السعوديين وغيرهم إجازة مفتوحة، مشيراً إلى أن عدد الموظفين السعوديين الذين يعملون لديه أربعة موظفين، تتراوح رواتبهم ما بين ال 3000 و ال 3500 ريال. ويرى الغامدي أنه من المفترض أن تستفيد الأمانة من تجارب الغير والتأسي بالدول المتقدمة والمجاورة، إذ إن المنع يحتاج إلى تدرج مستشهداً باستدراج تحريم الخمر الذي بدأ بمراحل، مؤكداً أن قرار السماح بالتدخين جاء بتخبط، كون أن الأماكن المفتوحة يصعب الجلوس فيها لطبيعة الطقس في مدينة جدة، قائلاً: « بعد شهر وشهرين من الآن سيكون الجو خانقاً ونحن لسنا في لبنان أو باريس أو لندن»، كما أشار إلى أن أحد المراقبين في البلدية أخبره بأن الغرامات المالية ستبدأ من 5000 إلى 10000 ريال. أما أحمد الناصر (مالك مقهى) يؤكد أن نسبة إجمالي الخسائر التي يتعرض لها جراء إيقاف التدخين في مقهاه تصل إلى ما يقرب ال 60 في المئة من إجمالي الدخل، ذاكراً بأنه حصل على رخصة تقديم الشيش والمعسل قبل أربعة أشهر من صدور قرار المنع في 50 في المئة من إجمالي مساحة المقهى، مشيراً إلى أن مدة الرخصة ثلاث سنوات من تاريخ صدورها. وقدر مصطفى شبيب (مالك مقهى) حجم الضرر الناتج من هذا القرار والبالغ 22مليوناً كونه ملتزماً بعقود الإيجار السنوي لما يقارب ال 15 عاماً، إضافة إلى عقود في مواقع أخرى تقرب من الخمس سنوات، مؤكداً أن جميع أنشطته مرخصة لبيع المعسلات والشيش. وتمنى شبيب أن تتراجع الأمانة في قرارها وإعطاء فرصه للمستثمرين الجدد تتراوح بين الخمس والثلاث سنوات لتفادي الخسائر الفادحة التي قد تنجم عن هذا القرار، وذلك بإتاحة إمكان وضع أماكن للمدخنين ولغير المدخنين كالمعمول به في دبي، باريس، وإيطاليا، إذ توفر أماكن معزولة للمدخنين تشبه غرف التدخين في المطارات والتي تحتوي على شفاطات لسحب الدخان.