فوجئ ملاك المقاهي في جدة أخيراً، بقرار أمانة جدة القاضي بمنع التدخين من دون تحديد مهلة زمنية لمعالجة الوضع، لافتين إلى الضبابية التي طرأت على أسلوب «التعميم» و«التعهد» من خلال ورود «...إلخ» وسقوط عبارة «غير المكشوفة»، بما لا يتماشى مع ضرورة توضيح الضوابط والتعاميم بشكل لا يسمح للبس. وعلى رغم أن غالبيتهم حصلوا على تصاريح تسمح بمزاولتهم للمهنة لمدة زمنية تتراوح من عامين إلى خمسة أعوام، إضافة إلى تسبب القرار في استغراب المستثمرين من عبارة الأماكن غير المكشوفة المحددة بقرار المنع. ووجهت أمانة جدة خطاباً حمل اسم «تبلغ وإنذار» لملاك المقاهي (تحتفظ «الحياة» بنسخة منه) تلزمهم بقرار منع التدخين في المرافق الحكومية والمؤسسات العامة والأماكن المغلقة والمقاهي والمطاعم والمحال التجارية غير المكشوفة (المغلقة)، إضافة إلى الأماكن المزدحمة. وشددت الأمانة في خطابها لملاك المقاهي على ضرورة إيقاف التدخين فوراً، وإزالة المعدات والأدوات المستخدمة في وسائل التدخين المختلفة، محذرة غير الملتزمين بفرض غرامات وجزاءات منصوصة في نظام البلديات، وفي حال الاستمرار بإغلاق الموقع. وأوضح نائب رئيس لجنه الضيافة في الغرفة التجارية بجدة المهندس درويش الخضراء ل «الحياة» أن التعميم الصادر من أمانة جدة لم يضع لملاك المقاهي مهلة ليستعدوا للإغلاق بل كان إنذاراً أولياً بالإغلاق في حال عدم تنفيذ القرار الذي سيتضرر منه ملاك المقاهي ومرتادو هذه المقاهي عموماً. وقال الخضراء إن القرار فاجأ الكثير من ملاك المقاهي التي يسمح بتدخين «المعسل» فيها بتهديد الإغلاق في حال عدم تنفيذ قرار منع تقديم المعسل بها على رغم وجود ترخيص من الأمانة يسمح لهم بتقديم المعسل لمرتادي هذه المقاهي التي بلغت كلفتها ملايين الريالات. وأضاف «غالبية الشباب لا يجدون أماكن ترفيهية ولا سياحية ليمضوا فيها وقت فراغهم داخل المدن تحت أنظار الأمن، ومثل هذا القرار سيدفع بالشباب للخروج إلى أماكن خارج المدن بعيدة عن أعين الرقابة لما يقرب نصف الساعة بالسيارة مما قد يعرضهم لحوادث السير». ورأى أن قرار الإغلاق سيرفع بالتأكيد أسعار «المعسلات» في المقاهي خارج المدن لزيادة الإقبال عليها من الناس وسيخفض من عامل الجذب السياحي للمدينة بشكل كبير، مضيفاً «فالمقاهي والمطاعم التي تقدم المعسل لزبائنها تتجاوز ال 70 في المئة على مستوى المحافظة، ومثل هذا القرار لم يأخذ في الاعتبار رجل الأعمال البسيط المواطن الذي بالكاد يغطي حاجاته ومتطلباته ومصاريفه الشهرية». من جهته، اعتبر أحد المستثمرين من ملاك المطاعم والمقاهي التي تقدم «المعسل» لزبائنها إحسان عارف ل «الحياة» أن القرار سلاح ذو حدين للمستثمر، لأنه قد يغيّب شريحة المدخنين ويجذب شريحة أخرى من غير المدخنين كون «المعسل» عامل جذب للكثير من الأشخاص من المدخنين. وأكد تأثير القرار على العاملين في هذا القطاع، مضيفاً «لأن استثماراتنا كبيرة، فعلي سبيل المثال أن لدي قسمين أحدهما للمدخنين، والآخر لغير المدخنين على مساحة تصل إلى ثلاثة آلاف متر مربع، وهكذا أجد نفسي أمام خسارة كون هذا التقسيم صاحبته أعمال بناء وديكور». ودعا أمانة جدة إلى تعديل القرار أسوة ببعض المدن الخليجية التي تسمح لمطاعمها ومقاهيها بوضع قسمين قسم للمدخنين وقسم آخر لغير المدخنين. واتصلت «الحياة» على المتحدث الرسمي لأمانة جدة الدكتور عبدالعزيز النهاري حتى يتسنى له توضيح موقف الأمانة من رفض ملاك المقاهي للقرار، موضحاً أنه بحاجة إلى مهلة زمنية لدرس القضية.