لا يكاد اليوم يخلو مقهى ولا منزل من شبكة محلية لا سلكية، تسمى بشبكة واي فاي ( WiFi)، وبالرغم من كون هذه الشبكات تقدم اتصالا سريعا نسبة الى الشبكات الواسعة مثل شبكة الجيل الثالث، إلا أنها محدودة المسافة، اذ لا تكاد أن تلتقط اشارتها بعد عدة أمتار من نقطة البث، الامر الذي جعل العديد من الشركات تطور هذه التقنية وتجعلها تمتد لعدة كيلومترات بدلا من أمتار، وهو ما سنراه مستقبلا من خلال تقنية سوبر واي فاي. في أي تقنية لا سلكية جديدة، نحتاج الى حيز في الهواء لتعمل فيه، فالترددات اللاسلكية محدودة في أي منطقة، فهذا التردد قد تم حجزه لتقنية الجيل الثالث، واخر لترددات المايكرويف اللاسكي، وثالث للتطبيقات اللاسلكية العسكرية ورابع للبلوتوث وخامس لبث قنوات التلفزيون الرقمية، تماما مثل الاراضي في الأحياء، فأنت لا تستطيع أن تقيم مشروعا جديدا في حي مكتمل البناء الا من خلال هدم مبنى قائم وبناء الجديد فوق أرضه، ولأجل تفعيل تقنية سوبر واي فاي ، تمكن العلماء من استغلال بعض الزوائد التنظيمية اللاسلكية، الموجودة بين ثنايا ترددات البث التلفزيوني التماثلي القديم، فقاموا باستخدامها لتقنية سوبر واي فاي (Super WiFi) الجديدة، ولذا فإن بلدية الهواء وأقصد بها هيئة الاتصالات عليها أن تقوم بتحرير الترددات المحجوزة لتقنيات قديمة، وجعلها متاحة وبأسعار مناسبة للتقنيات اللاسكية الجديدة. في البيوت والمكاتب التي بها شبكات لا سلكية، تجد أن كل جهاز قد اتصل لاسلكيا بهذه الشبكة فالكمبيوترات والهواتف المحمولة، والطابعات التي تستقبل الاوامر اللاسلكية، وأجهزة الكمبيوتر الدفترية مثل اي باد، فكل جهاز يخاطب الاخر لاسلكيا، ومع تقنية سوبر واي فاي، فإن كل الاجهزة في الحي أو المدينة سوف تكون متصلة مع بعضها في شبكة واحدة، ولو زاد عدد الاجهزة كالفرن والثلاجة واجهزة التكييف وحدث ولا حرج عن كل جهاز يمكن توصيله مستقبلا عبر تقنية RfID ، بحيث تتخاطب لاسلكيا مع الشبكة الجديدة ، فإن كل شي سوف يكون متصلا بكل شيء، فعداد الكهرباء والماء المتصلين لا سلكيا، سيكون بإمكانهما إصدار الفاتورة لاسلكيا، فضلا عن قدرتهما على اخبارك بأي انقطاع في الخدمة عبر رسالة الى هاتفك مباشرة. الجيل الثاني من الانترنت Web2.0 هو جيل المواقع التفاعليه بين الناس، فالناس كما تقرأ محتوى هذه المواقع فهي تكتبه أيضا في مثل فيس بوك، ويوتيوب، وتويتر، وغيرها، لكن وبفضل التقنيات اللاسلكية الجديدة السريعة والواسعة الانتشار، سوف تجعلنا نشاهد شبكات اجتماعية جديدة ولكن ليست بين الناس بل بين الأجهزة، أي انه سيكون هناك موقع تتواصل فيه الاجهزة مع بعضها ، تماما كما يتواصل الناس مع بعضهم في المواقع الاجتماعية، وهو ما يعرف نظريا الآن بالجيل الثالث للانترنت أوWeb 3.0. ان سهولة واقتصادية سوبر واي فاي يجعلها مفيدة جدا لتوصيل الناس بالانترنت وخاصة في القرى والارياف، ولكنها في المدن الكبيرة قد لا يحبذها اخرون ، خاصة وأولئك الذي يتطلعون الى تركيب تقنية الجيل الرابع اللاسلكية والتي سوف تقدم لنا سرعات هائلة للاتصال بالانترنت، حيث سيتنحى الجيل الثالث (3G) وينزوي باستحياء، ليس بسبب تقنية سوبر واي فاي هذه، وإنما بسبب تقنية الجيل الرابع (4G) القادمة، ذلك العملاق القادم بقوة، والذي يسمى (LTE)، حيث تصل السرعات اللاسلكية معه الى خمسون ميقا بت في الثانية.. فاستعد !