ملبورن، لاهاي، لندن - رويترز، أ ف ب، يو بي آي - اعتقلت الشرطة الاسترالية اربعة رجال على صلة بجماعة صومالية متشددة واتهمتهم بالتخطيط لشن هجوم انتحاري على قاعدة للجيش ما أثار مخاوف من سعي متشددين مرتبطين ب «القاعدة» لضرب اهداف خارج افريقيا. واعتقل الاربعة بعد دهم 19 بناية في انحاء مدينة ملبورن جنوب استراليا بعد تحقيق استمر سبعة اشهر بمشاركة ثلاثة اجهزة للشرطة ووكالة الامن الوطني الاسترالي. وصرح مسؤولون بأن حال التأهب تحسباً لهجوم ارهابي ستظل عند المستوى المتوسط مثلما هي الحال منذ 2003 ولكن رئيس الوزراء الاسترالي كيفن رود قال ان الاعتقالات تظهر ان التهديدات ما زالت موجودة. واعتقل الرجال الاربعة الذين تراوح اعمارهم بين 22 و26 سنة وكلهم مواطنون استراليون من اصول صومالية ولبنانية. وقالت الشرطة انهم مرتبطون بجماعة الشباب الصومالية المتشددة. ووجهت رسمياً لاحد هؤلاء الاشخاص واسمه نايف السيد (25 سنة) تهمة التآمر للتخطيط لعمل ارهابي او الاعداد له. وتم منح الشرطة وقتاً اضافياً لاستجواب ثلاثة آخرين وهم ساني عويس ويعقوب خيري وعبدالرحمن احمد. وقال السيد انه لم يطلب الافراج عنه بكفالة وانه رفض المثول امام القاضي قبل تجديد حسبه لكي يمثل مرة اخرى امام المحكمة في 26 تشرين الاول (اكتوبر) المقبل. واستجوب رجل خامس موجود في الحجز في شأن امور اخرى ولم تستبعد الشرطة مزيداً من الاعتقالات. وقال ممثلو الادعاء لمحكمة ملبورن ان لديهم دليلاً على ان بعض الرجال شاركوا في التدريب في الصومال وان واحداً على الأقل شارك في قتال على الجبهة في الصومال. وأضافوا ان الشرطة لديها ادلة من مكالمات هاتفية ورسائل نصية وصور لكاميرات مراقبة ومن بينها صور لأحد المشتبه بهم خارج قاعدة هولزوورثي للجيش في ضواحي سيدني. وجماعة الشباب الصومالية متشددة ومتهمة بالمشاركة في شكل كبير في العنف في الصومال. وتوعدت هذه الجماعة بحكم الصومال من خلال تفسير متشدد للشريعة الاسلامية وقامت بإجبار النساء على ارتداء الحجاب وأغلقت دور السينما وبترت اطراف السارقين. ويقول محللون ان جماعة الشباب المدرجة على قائمة الارهاب لوزارة الخارجية الاميركية مرتبطة بتنظيم «القاعدة» ونجحت في الآونة الاخيرة في تجنيد اشخاص من الصوماليين الذين يعيشون في الخارج ومن الشبان المسلمين الآخرين في الخارج. وقال توني نيغوس مفوض الشرطة الاتحادية الاسترالية للصحافيين ان الاشخاص الذين اعتقلوا خططوا لاقتحام قاعدة عسكرية في ضواحي سيدني بالأسلحة الآلية وقتل من بداخلها. وأضاف ان «نية هؤلاء الرجال كانت الدخول في شكل فعلي الى ثكنات الجيش وقتل اكبر عدد ممكن من الجنود الى ان يتم قتلهم هم انفسهم». وقالت الشرطة انها عملت مع وكالات دولية في شأن هذه المداهمات ولكنها امتنعت عن الافصاح عمن ابلغها. ودعا زعماء المسلمين الى الهدوء قائلين ان الغالبية الساحقة من مسلمي استراليا البالغ عددهم 340 الف نسمة تدين العنف. في غضون ذلك، اعلنت النيابة العامة البلجيكية ان ثلاثة هولنديين ومغربياً محتجزين لديها منذ الخميس بشبهة التحضير للمشاركة في عمليات «جهادية» في الصومال، سيسلمون الى هولندا اليوم. وقالت النيابة العامة في بيان ان «الاربعة المشتبه بضلوعهم بالارهاب والذين طردوا الاسبوع الماضي من كينيا والمحتجزين منذ الخميس في بلجيكا، يشتبه بأنهم كانوا في طريقهم الى مخيم لتدريب الجهاديين في الصومال» حين اعتقلتهم الشرطة الكينية في 24 تموز (يوليو) الماضي بالقرب من الحدود الصومالية. على صعيد آخر، دعت اللجنة المشتركة حول حقوق الإنسان في البرلمان البريطاني إلى فتح تحقيق مستقل حول تواطؤ أجهزة الأمن البريطانية في تعذيب مشتبهين ارهابيين في الخارج، وطالبت حكومة بلادها بنشر التوجيهات التي تصدرها إلى هذه الأجهزة في شأن توقيف واستجواب المحتجزين. واتهمت اللجنة الحكومة البريطانية بالتهرب من معالجة القضية من خلال رفض وزيري الخارجية والداخلية المثول أمامها. ونسبت شبكة «سكاي نيوز» إلى أندرو دزمور رئيس اللجنة البرلمانية قوله إن «التحقيق المستقل هو الوسيلة الوحيدة القادرة على معرفة صحة هذه الروايات».