نظم «أتيليه جدة» حواراً تشكيلياً حول «المكان» في لوحات المعرض الذي شارك فيه سبعة فنانين من السعودية، وسبعة من مصر أخيراً. وقرأ التشكيلي عبدالله إدريس ورقة حول «جدلية الهُوية والمكان» لدى الفنانين المشاركين وفي الفن التشكيلي بشكل عام. وأشار إلى «عدم إمكان فصل الهُوية وتأثيرها في الفنان التشكيلي». وأوضح أن مفهوم المكان هو «رؤية الفنان التشكيلي، والأسطورة هي من صنع الفنان التشكيلي، لذلك يستطيع الفنان أن يوجد مكانه في اللوحة كما يشاء وبالطريقة التي تتوافق مع رؤيته». وشارك في الحوار، الذي حضره عدد كبير من الفنانين التشكييلين والمهتمين، المهندس الدكتور طلال أدهم، الذي تطرق إلى الهُوية، معتبراً أنها «أصالة الفنان إذ نراها واضحة وجلية، وهي ما تسعى إليه الفنون التشكيلية، إذ إنها توثيق للحضارات، ولولا هذه الفنون التشكيلية لما تناقلت المعرفة من جيلٍ إلى جيلٍ، ومن زمنٍ إلى زمن». وتداخل الدكتور سامي المرزوقي، وقال إن المكان والزمان «هما الهُوية لدى الفنان، وبتغيرهما لا تتغير الهوية، إذ إنهما يعملان من خلال الهُوية لتعميقها يوماً بعد يومٍ، وذكر عدداً من الأمثلة في اللوحات الموجودة في المعرض، وبعض القصص التي لا تفقد الهوية بالمكان والزمان». ولفت الشاعر والفنان محمد الشهدي إلى أن «للحوار رؤية أخرى من حيث أن العين قد تصبح مكاناً لدى الشاعر، والمكان لا يُحصر بالأرض أو بالمفاهيم التقليدية لدى البعض، وإنما ما يدور في المعرض»، موضحاً أن «الهُوية تزيد تعقيداً يوماً بعد يومٍ، لذلك تتشكل الرؤية وفق ما قدمه عبدالله إدريس». وفي مستهلّ الحوار لفت الفنان هشام قنديل إلى تاريخ الأتيليه وما يسعى إليه من خلال هذه الحوارات الفنية، معتبراً ذلك تفعيلاً للنقد ودعم الحركة التشكيلية في المملكة.