وجدت دراجة المونتن بايك (الدراجة الجبلية) مكاناً لها في لبنان منذ أعوام عدة، وحظيت بشعبية وإقبال على مزاولتها، نظراً لتمتع هذا البلد بمقومات طبيعية مساعدة، تعزز مكانته على هذا الصعيد وتجعلها فريدة بين البلدان العربية الأخرى. ومن هذا المنطلق نجح في إستضافة بطولة آسيا الثامنة عشرة للكبار والرابعة للناشئين التي ينظّم الاتحاد اللبناني للدراجات وقائعها بالتعاون مع بلدية بسكنتا السبت والأحد في منطقة المرج حيث المسلك الطبيعي المناسب لسباق الضاحية والبالغة مسافته 22,5 كلم، وعلى مدرج التزلج في قناة باكيش حيث سيجرى سباق الإنحدار لمسافة 2 كلم. ويقع مسلك المرج على إرتفاع 1320م عن سطح البحر، وسيكون إنطلاق سباق الإنحدار من إرتفاع 2200م وصولاً إلى 1700م. ويتنوّع مسار سباق الضاحية (5،5 كلم يجتازه المشاركون 5 مرات) بين تقنّي متطلّب في قسمه الأول، ويعوّل على لياقة الدراجين وقدرتهم على التحمّل في قسمه الثاني. وتصادف إستضافة لبنان للبطولة، وإحتفال اتحاد الدراجات بعيده ال60، كما أنها المرة التي تقام المنافسات القارية لهذه الفئة من رياضة الدراجات في بلد عربي. وخلال إجتماع الاتحاد الآسيوي الذي عقد على هامش البطولة برئاسة الكوري الجنوبي تشو هي يوك، قدّم رئيس الاتحاد اللبناني فاتشيه زادوريان عرضاً لما أنجز في شأن الإستضافة وأهمية إقامتها في لبنان من منطلق توسيع قاعدة إنتشار منافسات الدراجة الجبلية ودورها البيئي والسياحي وتوافر البنية التحتية والأماكن الطبيعية الملائمة لهذه الغاية، وسعي الاتحاد لجعل لبنان مركزاً قارياً للعبة. وكان وفد من إتحاد الدراجات ضمّ زادوريان وأمين السر العام عبدو ناضر وأمين الصندوق روبير باتابوتيان زار وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي وشكره على رعايته للبطولة، شارحاً الخطوات المقبلة المقرر أن تعتمدها اللجنة الإدارية الجديدة للاتحاد لتفعيل هذه الرياضة، طالباً دعم الوزارة ومواكبتها. كما يكثّف الاتحاد إجتماعاته مع دومينيك ريمون ممثلة الاتحاد الدولي (UCI) منسقة نشاطات الاتحادات الوطنية، التي تتابع ميدانياً مجريات بطولة آسيا، لوضع الآلية المناسبة التي تعزز حظوظ إعتماد لبنان مركزاً قارياً للماونتن بايك، لا سيما أن المعنيين في الاتحاد الدولي يشجعون مثل هذه البادرة وكل ما يصب في إطار تحقيقها. إلى ذلك، يشرف على تدريب المنتخب اللبناني، الذي شارك أخيراً في سباقات دولية في إيران، الفرنسي صامويل رويي. وهو حضر إلى لبنان ببادرة من رئيس الاتحاد الفرنسي دافيد لابارتيان في ضوء إتصالات أجراها معه نظيره اللبناني زادوريان. ورويي متخصص في الإعداد البدني فضلاً عن حيازته إجازة في التدريب وإنضم إلى الجهاز الفني للاتحاد الفرنسي بعد مسيرة إحترافية ناجحة أنهاها عام 2009. وأشرف أخيراً على إعداد بريان كوكار حامل فضية دورة لندن الأولمبية وبطولة العالم على المضمار. وسيعدّ رويي تقريراً عن برنامج الإعداد لمنتخب لبنان ومجريات بطولة آسيا، يساعد في إرساء خطة عمل للمرحلة المقبلة لا سيما ما يتعلّق بتوسيع قاعدة الماونتن بايك. ومن أولى الخطوات المقررة في هذا الإطار، تنظيم دورة إعداد مراقبين ومفوضي سباقات بالتعاون مع الاتحاد الدولي.