أكد مصدر فرنسي مطلع على الملف اللبناني ل «الحياة» ان زيارة رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي باريس ستتم ايام 19 و20 و21 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وشرح ان مخاوف فرنسا من خطر انتقال الوضع السوري الى لبنان واحتمال زعزعة استقراره «مردها الى عناصر عديدة منها مسألة اللاجئين السوريين وايضاً مخاطر العمليات الارهابية اضافة الى عدم التأكد من ان بإمكان ميقاتي ان يستمر في سياسة النأي بالنفس عما يجري في سورية لأن ذلك يتطلب ان يشارك «حزب الله» في ذلك. وتتساءل باريس الى متى يمكن ان تستمر سياسة النأي بالنفس اذا شهد لبنان احداثاً في بعض مناطقه مثل طرابلس او اذا افتعل «حزب الله» احداثاً في جنوببيروت، فلباريس مخاوف من هذه الاحتمالات علماً انها تعتبر انه ينبغي مساعدة ومساندة ميقاتي ودعم خطته لتحديث الجيش اللبناني وتعزيز هذا الجيش». وقال المصدر ان «ليس هناك مشكلة في تزويد الجيش اللبناني صواريخ اوت، لكن هذه الصواريخ مخصصه للطوافات، فيما طوافات الجيش اللبناني حالياً لا تعمل لأنها تحتاج الى تأهيل. وأبلغت باريس الجانب اللبناني انه ينبغي اعادة تأهيل هذه الطائرات اولاً ثم البحث في الحصول على صواريخ اوت». وأضاف المصدر: «ليست هناك مشكلة في بحث قضية الصواريخ ولكن ليس هناك معنى في تزويد صواريخ لطائرات غير مؤهلة». ورأى المصدر ان زيارة ميقاتي «ستكون مناسبة لبحث خطته لتطوير الجيش وكان الرئيس فرنسوا هولاند اكد له انه مستعد لمساعدته... باريس تشجع ميقاتي على سياسة الابتعاد عن الازمة السورية او النأي بالنفس ولكن من اجل ان تنجح هذه السياسة ينبغي ان يسير اصدقاء دمشق في الحكومة على هذه السياسة والمطلوب ايضاً لنجاحها عزم ميقاتي وقدرته على ابقاء «حزب الله» على هذه السياسة وألاّ يحدث اي تدهور على الارض. حتى الآن الكل في لبنان يظهر ان ليس من مصلحة احد ان يتدهور الوضع لكن لباريس اسباباً منطقية تبرر مخاوفها». وتابع المصدر: «لباريس براهين على ان الحرس الثوري الايراني فاعل على الارض في سورية، وايضاً «حزب الله» لكن بشكل اقل وبأدنى التدخل؛ «حزب الله» يحمي الداخل... بإمكانه ارسال آلاف المقاتلين على الارض في حلب مثلاً، لكنه يكتفي بإرسال مئة مقاتل الى ضواحي دمشق، هو حذر ولا يريد الخلط بين الشؤون اللبنانية والسورية. وكان لافتاً بالنسبة الى فرنسا انتشار الجيش اللبناني في الضاحية الجنوبيةلبيروت وسماح الأمين العام للحزب (السيد حسن نصرالله)». وعن قضية الوزير السابق ميشال سماحة قال المصدر الفرنسي: «البراهين كانت فادحة وسياسة النأي بالنفس هي النأي بالنفس بالنسبة لجميع الاطراف ولو اراد ميقاتي الافراج عن سماحة لكان ذلك فضيحة كبرى ولفقد صدقيته. فسماحة في السجن ولن يحصل له شيء ولكنه لن يفرج عنه للبراهين التي ادت الى توقيفه».