أكد مدير شركة الطيران الألمانية «لوفتهانزا» في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا أجي دنهوبت، أن الناقلات الأوروبية تعاني ضغوطاً أبرزها ارتفاع أسعار الوقود والضرائب وتراجع سعر صرف الدولار، إلى جانب الخسائر الناجمة عن الإضرابات العمالية في بعض الناقلات من حين إلى آخر للمطالبة برفع الأجور. وقال في حديث إلى «الحياة»، إن «هذه السنة ستكون صعبة على شركات الطيران الأوروبية، التي يُتوقع أن تعاني خسائر نتيجة إهمال الحكومات القطاعَ». وعلى رغم تأكيده أن الناقلة الألمانية ستنجو من موجة الخسائر التي يُتوقع أن تلحق بالناقلات الأوروبية، أشار إلى أن فاتورة الوقود ارتفعت هذه السنة إلى ستة بلايين يورو، أي نحو 33 في المئة من عائدات «لوفتهانزا»، إضافة إلى 100 مليون يورو ضرائب للحكومة الألمانية، ونحو 100 مليون يورو أيضاً ضرائب كربون للاتحاد الأوروبي، على اعتبار أن كلفة ضريبة الكربون تصل إلى 300 مليون يورو خلال ثلاث سنوات. ولم ينكر دنهوبت أن «لوفتهانزا تكبدت خسائر بالملايين هذه السنة نتيجة الإضرابات المتكررة لطواقم طائراتها للمطالبة بزيادة الأجور، ما اضطرها إلى إلغاء بعض الرحلات، ونتفاوض حالياً مع العاملين لحل هذه المشكلة». ولفت إلى أن «شركات الطيران الخليجية تعتبر منافساً قوياً للناقلات الأوروبية لأنها تستثمر بقوة في شراء طائرات وفتح خطوط جديدة وفي تطوير خدماتها». وبعكس الناقلات الأوروبية الأخرى التي تتهم الناقلات الخليجية بأنها تتلقى دعماً مادياً من حكوماتها، أكد أن «شركات الطيران في المنطقة محظوظة بحكومات تدعم القطاع من خلال تشييد بنية تحتية حديثة وتوسيع مطاراتها القائمة وبناء أخرى جديدة، إضافة إلى دعم القطاع السياحي الذي يعزز قطاع الطيران». وأضاف: أتمنى على الحكومات الأوروبية زيارة دول الخليج لترى كيف يجب أن تتعامل الحكومات مع قطاع الطيران، باعتباره قطاعاً استراتيجياً مهماً، وأحياناً أتنمى أن يكون مقر الشركة في دبي. وتمكنت «طيران الإمارات» هذه السنة من تصدر لائحة قيمة العلامات التجارية بدلاً من «لوفتهانزا» إذ قدرت مؤسسة «براند فينانس» قيمة العلامة التجارية للشركة الإماراتية بحوالى 3.7 بليون دولار في مقابل 3.3 بليون ل «لوفتهانزا». ووصف دنهوبت هذا التطور بالمنافسة التي شجعت الشركة على رصد حزمة من الاستثمارات لتطوير خداماتها، إذ خصصت ثلاثة بلايين دولار لتجديد المقاعد في طائراتها وتطوير خدماتها و17 بليوناً لشراء طائرات جديدة، مؤكداً أن «الشركات الخليجية هزت قواعد التحالفات في عالم الطيران، حين تحالفت طيران الإمارات مع كوانتس الأسترالية، وشركة الاتحاد الظبيانية مع آر فرانس، في حين انضمت شركة الطيران القطرية إلى تحالف ون وورلد». وقال «الشركات المعنية ستضطر بسبب المنافسة في عالم الطيران إلى عقد شراكات ثنائية للمشاركة في العائدات والتسويق، بعدما كان هيكل التحالفات يركز على مجموعة كبيرة للمشاركة في الخدمات فقط، مثل تحالف ستار ألاينس وون وورلد وغيرهما». ونفى أن تكون «لوفتهانزا» تخطط لإطلاق شركة طيران جديدة منخفضة الكلفة، لكنه أشار إلى أنها ستبدأ بالتعاون مع شركة «جيرمان وينغز» لتسيير رحلات منخفضة الكلفة مطلع العام المقبل.