مدريد، لندن، نيويورك - رويترز - وقّعت «الخطوط الجوية البريطانية» (بريتيش آروايز) أمس، وشركة الطيران الاسبانية «ايبيريا» اتفاق دمج، في صفقة طال انتظارها، لإنشاء ثالث أكبر شركة طيران عالمياً من حيث الإيرادات. وتأتي الصفقة من مجموعة تبلغ قيمتها السوقية 8 بلايين دولار يملك مساهمو «بريتيش آروايز» حصة غالبية فيها، تتويجاً لسعي الشركة البريطانية الى الاستحواذ على «ايبيريا» فترة طويلة، وتتيح لها السير على درب منافستيها «لوفتهانزا» و «آر فرانس» اللتين استحوذتا على شركات أصغر. وأعلنت الشركتان، البريطانية وألاسبانية، في بيان مشترك ان «شروط اتفاق الدمج وأحكامه متفقة مع مذكرة التفاهم التي وقعتها الشركتان في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي»، وتتيح لشركتي الطيران اللتين تتكبدان خسائر مالية، نطاق الانتشار الذي تحتاجانه لتجاوز أزمة القطاع ومزاحمة المنافسين الأكبر وشركات الطيران المنخفض الكلفة، مثل «رايان». وسيطلب من مساهمي «بريتيش آروايز» و «ايبيريا» الموافقة على الصفقة في تشرين الثاني المقبل، على ان يكون مقر الشركة الجديدة في لندن. وتجمع الشركة الجديدة التي ستبلغ ايراداتها السنوية نحو 20 بليون دولار بين قوة الشركة البريطانية في الرحلات بين أوروبا وأميركا الشمالية، وعمليات «ايبيريا» في أميركا اللاتينية، وقد يجري تعزيزها بتحالف مزمع مع «اميريكان آرلاينز» الأميركية. ويأتي الاتفاق بعد اضرابات عدة للطواقم في بريطانيا بسبب الأجور وإلغاء وظائف، ما جعل الشكوك تحوم حول مستقبل الشركة البريطانية. وقد تلغي الشركة الجديدة التي تملك اسطولاً من 408 طائرات وتسيّر رحلات إلى 200 وجهة في نهاية السنة الحالية، بعض الرحلات القصيرة الأقل ربحية، وتنافس على مستوى أفضل في الوجهات التي تحتفظ بها. وتستهدف تحقيق وفورات سنوية تبلغ 400 مليون يورو في نهاية السنة الخامسة من الاندماج. يذكر ان الشركتين بدأتا مفاوضات في تموز (يوليو) 2008، بعد تباطؤ الطلب العالمي على السفر. من جهة اخرى، أفاد مصدر مطلع بأن «يونايتد آرلاينز» التابعة لمؤسسة «يو ايه ال كورب» الأميركية تجري مفاوضات دمج مع شركة «يو اس آروايز» في صفقة قد تتمخض عن ثاني أكبر شركة طيران في الولاياتالمتحدة. ولفت الى أن المفاوضات التي تهدف إلى خفض التكاليف ومنافسة تحالف «دلتا» و «نورثويست» مستمرة منذ أسبوعين، وأنها قد تنتهي من دون التوصل إلى نتيجة أو تقود إلى مفاوضات مع شركات أخرى. يذكر ان المحاولة ليست الأولى بين الشركتين اللتين أعلنتا عام 2000 اتفاقاً بقيمة 4.3 بليون دولار، انهار بسبب اعتراض نقابات عمالية ووزارة العدل الأميركية. وأوضح المستشار في قطاع الطيران مايكل بويد ان الهدف من مفاوضات «يوناتيد» و «يو اس» قد يكون توجيه رسالة إلى «كونتيننتال» بأنهما على استعداد لتجديد المفاوضات.