تفقد رئيس اركان الجيش التركي الجنرال نجدت اوزيل أمس القوات المتمركزة على الحدود السورية التي شهدت حوادث مسلحة مؤخراً بين البلدين، في الوقت الذي اعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان بلاده سترد على اي اعتداء. وقال اردوغان إن المخرج من الازمة في سورية «يتعقد مع ارتفاع وتيرة العنف في البلاد»، مشيراً في الوقت ذاته الى أن بلاده مستعدة لجميع الاحتمالات مع سورية. وقال اردوغان في كلمة أمام البرلمان التركي أمس: «يومياً يقتل في سورية عشرات ومئات الاشخاص... وأصبح المخرج من الازمة وايجاد حل للمشكلة معقداً... ولا يمكننا الوقوف جانباً»، مؤكداً عدم امكانية بقاء بلاده غير مكترثة لمشاكل سورية «الشعب الذي تربطنا به علاقات قربى». واعتبر رئيس الوزراء التركي ان الشعب السوري «أمانة أجدادانا في أعناقنا»، متعهداً بمواصلة دعم هذا الشعب «ولا عذر لنا لإدارة الظهر للسوريين». وأشار اردوغان الى ان الحدود المشتركة بين البلدين تمتد لمسافة 910 كيلومترات، حيث اجتازها عشرات الآلاف من السكان اللاجئين «والآن هذا العدد وصل الى 100 ألف... هؤلاء قدموا الينا ونحن استقبلناهم... نحن لا نرى في الشعب السوري عدواً... الطابع العدواني لدى النظام السوري». وتابع القول «نحن لا ننظر في سياستنا الخارجية من منظار مذهبي، فجميع الحكام العرب الذين سقطوا في الربيع العربي هم من أهل السنة». وأكد أن بلاده جاهزة لجميع الاحتمالات مع سورية، وانها ستستخدم «جميع الوسائل بما فيها الديبلوماسية للدفاع عن أهلنا وأرضنا إلى أن نستنفد كل خيارات السياسة»، مشيراً إلى أن القصف التركي تركز على الأهداف العسكرية السورية فقط. وأوضح أردوغان «لقد صبرنا كثيراًعلى الانتهاكات السورية على الحدود، ولكن عندما قتل مواطنون رأينا وجوب التدخل»، مردفاً: «نحن جاهزون لكل الاحتمالات... وسنضرب من يضربنا، سنستخدم كل الوسائل، بما فيها الديبلوماسية، للدفاع عن أرضنا وشعبنا إلى أن نستنفد كل الخيارات السياسية». وتابع متحدثاً حول قصف مواقع سورية «لم يكن امام قواتنا خيار سوى الرد بالمثل ... طالما الادارة السورية على موقفها العدائي»، كما اكد زيارة قائد الجيش. وتعهد باتخاذ كل الاجراءات الضرورية لمواجهة اي تهديد سوري يستهدف الامن القومي. وتابع ان «التفويض (الذي منحه البرلمان التركي الخميس للحكومة والذي يجيز لها ان تشن عمليات عسكرية في سورية في حال الضرورة) هو احد هذه الاجراءات». وفي سياق حديثه عن قيادة الرئيس السوري بشار الاسد اعاد اردوغان الى الأذهان «انه ما ان خرج الناس الى الشوارع وبدأت الاضطرابات توجهت تركيا حينذاك الى الاسد... لكنه تجاهل نصائحنا ولجأ الى العنف... والده (حافظ الأسد) قتل في حماة 30 الف انسان... والآن نجله يحاول ان يكسر رقمه القياسي». وباعتقاد اردوغان فان «الرئيس السوري بشار الاسد انتهى وهو يقف مرتكزاً على عكازات»، وقال: «لا نتمنى للشعب السوري إلا الافضل». كما هاجم أردوغان «حزب الشعب الجمهوري» أكبر أحزاب المعارضة بسبب موقفه من المذكرة البرلمانية التي أجازت للحكومة التدخُّل عسكرياً في سورية إذا اقتضت الضرورة، وقال موجهاً كلامه للمعارضة التركية «إذا كانت كرامتكم تقبل هذا فعِزّة نفسنا لا تقبل بذلك»، مضيفاً «من لا يقف موقفاً وطنياً في أزمتنا هذه ويقوم بدعم النظام السوري عليه أن يرحل عنا». وفي رسالة تحذير إلى دمشق، زار قائد الجيش التركي برفقة ضباط رفيعين في الجيش محافظة هاتاي (جنوب) التي شهدت تبادل اطلاق نيران مدفعية بين سورية وتركيا بحسب وكالة انباء الاناضول. وأكدت الوكالة ان الجنرال التركي سيزور مواقع اخرى على الحدود لتفقد القوات التركية التي تم تعزيزها بسبب الحرب الدائرة في سورية. وقال الجنرال نجدت اوزيل «نريد ان ينتهي هذا في اقرب وقت ممكن. ومثلما ترون عادة ما كان يجلس مئات الاشخاص هنا كل يوم لكن الآن لا يوجد احد ولا متاجر مفتوحة والناس في منازلهم. واذا سألت صاحب متجر هنا كم تكسب كل يوم لن يزيد على خمسة ليرات تركية». وردت المدفعية التركية اول من امس لليوم السادس على التوالي على استهداف اراضيها فأطلقت النار على مواقع للجيش السوري. وسقطت القذيفة السورية الاخيرة في احدى مناطق هاتاي. ومنذ استهداف بلدة اكجاكالي التركية الاربعاء الفائت من الاراضي السورية الذي ادى الى مقتل خمسة مدنيين اتراك تعمد انقرة الى الرد على كل طلقة سورية للجيش النظامي تصل الى اراضيها. وسادت حالة من الهدوء الحدود السورية - التركية صباح أمس في ظل الوجود الامني المكثف للجيش التركي. وفي مدينة اكاكالي الحدودية المزدحمة عادة خلت الشوارع من المارة ولا تزال المحال مغلقة وقال ساكن ان الناس خائفون لدرجة انهم لا يبرحون منازلهم. وفي تركيا نحو 100 الف لاجئ سوري يقيمون في مخيمات على اراضيها وتوفر الحماية لقادة المعارضة وتقود دعوات للاطاحة بالاسد.