تصاعدت الضغوط الاقتصادية على طهران، بسبب برنامجها النووي، إذ أعلنت «مايرسك لاين»، أضخم شركة لشحن الحاويات في العالم، وقف تعاملها مع الموانئ الإيرانية، كما جمّدت شركات طيران دولية رحلاتها إلى طهران. وقالت ناطقة باسم «مايرسك» الدنماركية: «مايرسك لاين توقفت عن التعامل مع الموانئ في إيران. هذا قرار عملي يستند إلى تقويم لمزايا القيام بنشاطات محدودة في إيران، في مقابل احتمال تضرر فرص الأعمال في مناطق أخرى، خصوصاً الولاياتالمتحدة». في السياق ذاته، أعلنت شركة الطيران الماليزية «إر ايجيا» تجميد رحلاتها الأسبوعية الأربع بين كوالالمبور وطهران، بدءاً من الأحد المقبل، بسبب صعوبة ظروف العمل وخصوصاً «تقلّب سعر صرف العملة الإيرانية» في مقابل الدولار. كما أعلنت شركة «بي أم آي» البريطانية وقف رحلاتها، بدءاً من السبت المقبل، لأن شركة «بريتش إرويز» استعادت السيطرة عليها بالكامل. وأشارت وكالات سفر في طهران إلى أن شركة الخطوط الجوية الجورجية تنوي أيضاً وقف رحلاتها الأسبوعية الأربع. نظرة متفائلة إلى ذلك، توقّع «صندوق النقد الدولي» أن تتمكّن إيران من خفض معدل التضخم المرتفع والعودة إلى النمو في العام المقبل، على رغم العقوبات، مستبعداً أن تؤدي العقوبات إلى انهيار الاقتصاد. لكن غالبية تحليلات الصندوق تستند إلى إحصاءات قدمتها الحكومة الإيرانية، ويقول اقتصاديون في القطاع الخاص إنها لا تتمتع بصدقية. كما أُعِدّ الجزء الأكبر من التقرير قبل أن يخسر الريال الإيراني نحو ثلث قيمته أمام الدولار أخيراً. في غضون ذلك، أصدرت محكمة في باكو حكماً بسجن 22 أذرياً لمدد تراوح بين 10 و15 سنة، إذ اتُهموا بالتجسّس لمصلحة «الحرس الثوري» الإيراني والتخطيط لتنفيذ هجمات ضد سفارتي الولاياتالمتحدة وإسرائيل في باكو. ضربة وكتب ديفيد روثكوبف الذي عمل في إدارة الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، في مجلة «فورين بوليسي» أن واشنطن وتل أبيب تدرسان إمكان شنّ «ضربة جراحية» مشتركة للمنشآت النووية في إيران، مشيراً إلى أن الدولة العبرية عاجزة عن تنفيذها بمفردها. ونقل عن مصدر إن هذا الهجوم المحدود لن يستغرق أكثر من ساعات، وسيشكّل «فرصة حقيقية لردع آيات الله» في طهران، ويزيد حظوظ نجاح الديبلوماسية لتسوية ملفها الذري، كما يقوّض انتقادات المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية ميت رومني. في السياق ذاته، أوردت صحيفة «هآرتس» أن تقرير الوكالة الدولية للطاقة النووية الصادر في آب (أغسطس) الماضي، أفاد بأن طهران نقلت قسماً كبيراً من اليورانيوم المخصب الذي أنتجته، إلى الاستخدام العلمي، مشيرة إلى أن إسرائيل رأت في ذلك تأجيلاً ل «عام الحسم» في ما يتصل بضربة لإيران. انتقادات لبريطانيا إلى ذلك، انتقدت طهران تشديد وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند على أن تخليها عن طموحاتها النووية، يكمن في عقوبات «تهدد بقاء نظامها». ووصف الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست كلام هاموند بأنه «وقح»، فيما اعتبره وزير الدفاع الجنرال أحمد وحيدي «جنونياً».