تحولت تحويلات طريق يربط بين شاطئي نصف القمر (الهافمون) والعقير «المُتعثر» تنفيذه منذ أشهر، إلى «مصيدة» للسيارات، إذ لا يكاد يمر يوم دون ارتطام مركبة في الحواجز الخرسانية التي وضعها المقاول المنفذ للمشروع، في تحويلة أغلق بها الطريق. ما جعل رواد الشاطئ يطلقون عليها «تحويلة الموت». وكان من المنتظر، بحسب العقد المبرم إنجاز هذا الطريق منتصف العام 2012، عطفاً على تصريح سابق لوكيل وزارة النقل المساعد للشؤون الفنية المشرف العام على الإدارة العامة للطرق والنقل في المنطقة الشرقية المهندس محمد السويكت، إلا أنه لم يخرج من دائرة «التعثر»، التي تلاحق مشاريع عدة تنفذها الوزارة في المنطقة. بينها مشروع طريق آخر، يؤدي إلى شاطئ العقير. وسجل مقطع، بثه أحد رواد شاطئ نصف القمر، عبر موقع «يوتيوب»، مخالفات عدة قام بها المقاول المنفذ للمشروع. منها عدم وجود أي لوحات أو وسائل سلامة تحذيرية. كما لم يضع المقاول لوحات رقمية إلكترونية، تشير إلى مدة تنفيذ المشروع. ويوضح المقطع، الذي تبلغ مدته ثلاث دقائق ونصف الدقيقة، اصطدام سيارتين في إحدى الكتل الخرسانية، التي قام المقاول بوضعها في منتصف الطريق، إضافة إلى وجود آثار كوابح المركبات، التي تبين محاولة قائديها تفادي التحويلة، بعد تفاجئهم بأعمال حفريات في منتصف الطريق، نظراً لعدم وجود لوحات إرشادية، لتنبيه السائقين القادمين، وهو ما تسبب في وقوع حوادث عدة. وتأتي هذه الحوادث في وقت انتقدت أمانة الشرقية مستوى السلامة في مشاريع تابعة لها، وجهات حكومية أخرى. وأكد أمين الشرقية المهندس ضيف الله العتيبي، على ضرورة «توفير متطلبات السلامة في جميع المشاريع التي يتم تنفيذها في المنطقة، وضرورة التأكد من تطبيق معايير الجودة في جميع المشاريع الخدمية، وإلزام المقاولين على تنفيذ هذه الشروط، وذلك بحسب البنود المتفق معهم عليها في العقود المُبرمة بينهم». ويمتد الطريق من مدينة الظهران، إلى شاطئ سلوى، مروراً في شاطئي نصف القمر والعقير، ثم الهفوف، وصولاً إلى الحدود السعودية القطرية. وتم تقسيم تنفيذ الطريق إلى مشاريع. ويبلغ طوله الإجمالي 176 كيلومتراً، ينفذ منها حالياً 99 كيلومتراً. تعهد السويكت، قبل عام، بحل «سريع ونهائي» للعوائق التي تواجه تنفيذ مشروع الطريق، بعد أن وقفت قطعة أرض طولها 700 متر «عائقاً» أمام استكمال الطريق المزدوج. وأوضح السويكت، حينها أن «المرحلة الأولى من المشروع تبدأ من طريق الظهران (نهاية شاطئ نصف القمر)، وبطول 47.5 كيلومتراً، بكلفة 176 مليون ريال، ونسبة الإنجاز 84.85 في المئة. وتوقع أن يتم الانتهاء من المشروع بعد ستة أشهر. أما طول المرحلة الثانية فتبلغ 51.750 كيلومتراً، وتمتد 40 كيلو، بعد تقاطع طريق الهفوف – العقير، بقيمة 275 مليون ريال، وبلغت نسبة الإنجاز 83 في المئة. وتشمل تقاطع طريق الهفوف العقير. وتوقع أن يتم الانتهاء منها أواخر شهر صفر الماضي. إضافة لتنفيذ أربعة تقاطعات، بكلفة 121 مليون ريال. وتوقع الانتهاء من تنفيذها أواخر شهر شعبان الماضي. ووصلت نسبة الإنجاز إلى 10 في المئة. أما المرحلة الثالثة والنهائية، التي تصل إلى سلوى، فحددت مع الموازنة المقبلة، وهي بطول 77 كيلومتراً. وتتزايد معاناة مرتادي شاطئ نصف القمر، الذي يعتبر أحد أهم شواطئ الشرقية، مع استمرار تأخر تنفيذ المشروع، وإنهائه في الزمن المحدد. وصاحب «التعثر» المشروع منذ انطلاقته، إذ بدأت وزارة النقل في تنفيذ المشروع في شكل مفاجئ. وقامت بوضع طريق بديل غير مناسب لمرتادي الشاطئ، أدى إلى وقوع زحام وتكدس للمركبات في أيام عطل نهاية الأسبوع والإجازات. وعقدت جهات حكومية في الشرقية، بينها مديرية النقل والطرق، الأسبوع الماضي، اجتماعاً لمناقشة أسباب تعثر مشروع طريق شاطئ نصف القمر، وكيفية معالجة الصعوبات. كما بحث أمير الشرقية الأمير محمد بن فهد، المعوقات التي تعترض تنفيذ طريق الملك فيصل الساحلي، والطريق الدائري، مع السويكت. وأكد اجتماع الجهات الحكومية الخدمية، على تطوير الطرق المؤدية إلى شاطئ نصف القمر، وسرعة إنجاز المشاريع المتعلقة بها، وتذليل الصعوبات كافة، التي تتسبب في تأخير إنجاز هذه المشاريع، «خدمة للمواطنين ومرتادي المواقع السياحية في الشاطئ. وتطوير ما يحتاج منها إلى التطوير، للمساهمة في خدمة القطاع السياحي في المنطقة، وتسهيل وصول المواطنين والمقيمين إلى المواقع السياحية في شاطئ نصف القمر». ويعتبر مشروع شاطئ نصف القمر، أحد أهم مشاريع وزارة النقل «المُتعثرة» في المنطقة الشرقية، واعترف السويكت، في تصريح سابق، أن هناك ثمانية مشاريع لطرق رئيسة «متعثرة». بيد أنه استدرك أنها تجاوزت هذه المرحلة، ودخلت حيز التنفيذ، وسيتم الانتهاء منها خلال العام الماضي. وعلى رغم مرور 13 شهراً على التصريح، إلا أن هذه المشاريع لا تزال «مُتعثرة».