بعد ساعات على رفض المحكمة العليا في لندن الطعن القضائي الأخير الذي قدموه لمنع تسليمهم إلى الولاياتالمتحدة، رحلت بريطانيا الإمام المتطرف «أبو حمزة المصري» وأربعة متهمين بالإرهاب إلى الولاياتالمتحدة، هم بابار أحمد وخالد الفواز وعادل عبد الباري وسيد طلحة إحسان. ومثل أحمد (38 سنة)، الخبير في المعلوماتية، وإحسان (33 سنة)، المتهمان خصوصاً بالمشاركة في «منشورات عزام» في لندن التي يعتقد بأنها كانت تؤمن دعماً مادياً لمجاهدي الشيشان وحركة «طالبان» الأفغانية وجماعات إرهابية أخرى، فوراً أمام محكمة فيديرالية في نيوهايفن (كونيكتيكت، شمال شرق)، فيما مثل «أبو حمزة» أمام محكمة فيديرالية في نيويورك تمهيداً لتوجيه الاتهامات اليه الثلثاء. ونقلت طائرتان أميركيتان أقلعتا من قاعدة «ميلدينهال» الجوية العسكرية البريطانية التي يستخدمها الجيش الأميركي «أبو حمزة» وباقي المتهمين إلى الولاياتالمتحدة. وتتهم السلطات الأميركية «أبو حمزة»، الإمام السابق لمسجد «فونسبوري بارك» الذي يحمل الجنسية البريطانية، بإنشاء معسكر تدريب مثل معسكرات تنظيم «القاعدة» لناشطين في ولاية أوريغون (شمال غرب) والضلوع في احتجاز 16 رهينة في اليمن عام 1998. وأبدت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي سعادتها بقرار المحكمة الذي أفضى إلى أن «هؤلاء المتهمين الذين استخدموا كل فرصة متاحة لتأخير عملية التسليم خلال 8 سنوات، يمكن أن يغادروا أخيراً». وأضافت: «تعاونت حكومتنا بالكامل مع المحاكم، وحضت دائماً على ضمان حصول هذا الأمر، ومواجهتهم العدالة»، مبدية استياءها من طول المدة التي استغرقها هذا الإجراء القضائي، وهي ثماني سنوات. وأيدها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون بالقول: «سئمت، كما يشعر باقي الشعب، مجيء أشخاص إلى بلدنا وتهديدهم لها وإقامتهم على نفقة دافعي الضرائب، وعدم قدرتنا على ترحيلهم». أما دين بويد الناطق باسم وزارة العدل الأميركية فرحب ببلوغ آلية التسليم في هذه القضايا خواتيمها. وطالبت واشنطن بتسليم «أبو حمزة» للمرة الأولى عام 2004، ووافقت لندن على ذلك عام 2008 لكن القضية بقيت 4 سنوات أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان. والأسبوع الماضي، أفسحت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في المجال أمام تسليم الرجال الخمسة، بعدما رفضت الطعون التي قدموها، ثم طالب وكيل «أبو حمزة» بتأجيل ترحيل موكله لإخضاعه لتصوير بالرنين المغناطيسي من أجل معرفة إذا كان يعاني من مرض «خطير»، لكن القضاة رفضوا الطلب. وفي فرنسا، قتل رجل واعتقل 10 أشخاص آخرين ينتمون إلى التيار السلفي في عمليات نفذتها وحدة مكافحة الإرهاب في الشرطة، واندرجت ضمن تحقيقات خاصة بإلقاء قنبلة على مطعم لبيع المأكولات اليهودية الشهر الماضي. وأردي القتيل في ستراسبورغ، بعدما تبادل النار مع الشرطة التي جرح 3 من رجالها، علماً أن العمليات شملت أيضاً باريس ونيس ومناطق أخرى في شرق البلاد.