جوزيان الزير التي يعرفها المشاهد اللبناني بصفتها ممثلة في برامج كوميدية ساخرة تنتقل اليوم إلى مكان جديد في حياتها المهنية. إذ بدأت تقديم برنامج على شاشة «إل بي سي» هو «شخصيّة أو غنيّة» ويبدو أنّ الأصداء، كما تسمع، كلّها إيجابية. عن رأيها في البرنامج، تقول: «تسليت وأنا أشاهد الحلقة ولم أحاكم نفسي بقسوة لأنني أعرف تفاصيل الكواليس وأعرف أنني صوّرت الحلقة الأولى في وقتٍ قياسي إذ كان كلّ شيء سريعاً جداً إلى درجة أنني لم أكن أعرف حتّى كل التفاصيل المتعلّقة بمضمون الحلقة». ألم تخف من هذه السرعة بخاصّةٍ أنّها تخوض خطوتها الأولى في هذا المجال؟ تسارع إلى القول: «أعمل مع أشخاص محترفين جداً، أعمل مع «إل بي سي» وشركة «داي دريم»، بالتالي أثق بأنّ كل شيء تحت السيطرة». سئلت عمّا إذا كانت فخورة بنفسها للسرعة التي نفّذت بها المطلوب منها فأجابت: «طبعاً أنا فخورة بنفسي وبأنني استطعت، في يوم من التحضير، أن أقدّم الحلقة الأولى بهذا الشكل». جوزيان الزير تخرّجت في مجال العلوم السمعية - البصرية، وعملت لفترة قصيرة خلف الكاميرا، ألا تفكّر في أن تركّز أكثر على الاختصاص الذي درسته؟ تشير إلى أنّها حين حاولت العمل خلف الكاميرا كانت العروض دائماً تدفعها إلى أمام العدسة فكان المعنيون يطلبون منها حيناً أن تكون مذيعة ربط وحيناً ممثلة والآن مقدّمة برامج، وكانت تلك المهمات تدرّ ربحاً أكبر إن على الصعيد المادي أو المعنوي، «ولا أخفي أنّني أحببت حياة الرفاهية التي يتمتّع بها العاملون أمام الكاميرا»، تختم ضاحكةً. ألا تخاف جوزيان أن يطغى شكلها مع شعرها اللافت على المضمون الذي يختبئ داخلها؟ ألا يمكن الناس أن يهتمّوا فقط بمشاهدتها لا بسماعها؟ «لا مشكلة عندي» تقول. حين نُفاجأ ونستفسر كيف لا تكون مهتمة بأن يسمع الناس ما لديها لتعبّر عنه توضح: «لا يمكن أحداً ألا يسمع، فحين يتكلّم المرء يكون فعل السمع تلقائياً عند الآخر، عندها لا بد أن يتكوّن رأي انطلاقاً من المضمون لا من الشكل». ما تقوله جوزيان قد يكون صحيحاً من حيث المبدأ، ولكن من حيث الفعل هل يمكن مثلاً أن يعرض أحدهم عليها تقديم برنامج حوارات عميقة؟ «التلفزيون لا يريد أصلاً برامج حوارات عميقة، فهو يعشق البرامج الخفيفة، ولو كان يريدها لعرضها على عشرات الأشخاص الذين يملكون موهبة في التقديم أكثر مني، لذلك فالمشكلة لا تكمن في لون شعري وفي اختياري لملابسي بل في ما تريده المحطات أو حتّى الجمهور». وتلفت إلى أنهم في البرنامج يفتخرون بأسئلة المعلومات العامّة التي يطرحونها بعدما صارت في خبر كان في معظم البرامج. وهل ترى نفسها تقدّم برنامجاً اجتماعياً يضيء على مشاكل الناس؟ «لا» تقولها في شكلٍ قاطع، «فنحن محاطون بألف سببٍ يدفعنا إلى الحزن والبكاء ويكفي أن تقف في الشارع وتنظر حولك حتّى تشعر بالأسى، لذلك أشعر بالرغبة في إضحاك الناس والتخفيف عنهم عبر ابتسامة». جوزيان الزير قادرة على الغناء والتمثيل والتقديم، فهل تجرّب كل مجالٍ تحبّه كي تستقر في الختام في مجال واحد؟ تجيب بالنفي قائلة إنّها تجد نفسها في كل ما تفعله، وتضيف «أريد أن أبقى في كل تلك المجالات، وأنا جيّدة فيها... وهي تليق بي. فما يريحني هو أنني لم أتعدَّ على أي مجالٍ خضته، اذ درست ما يلزم لأكون في هذه المجالات». هل تخاف جوزيان على مستقبلها المهني في لبنان؟ تجيب: «أعي أن الفنّ في لبنان غير مضمون لذلك افتتحت متجراً خاصاً بي لبيع الثياب الرجالية والنسائية. فمهما لاقى الفنان نجاحات ومهما جمع أموالاً طائلة يمكن كل ذلك أن يختفي بلمح البصر، وأن ينتهي الفنان منسياً يبحث عن ثمن الدواء».