أشفق على حال «الفتاة السعودية»..! أشعر أن المجتمع يُعدها لتكون من «أسمن» وليس «أثمن» نساء العالم، كما يعدها لتكون من أكثر النساء أمراضاً وعقداً على وجه الأرض..! قبل أيام حكى لي طبيب استشاري سعودي في جدة حجم المعاناة التي يراها في المستشفى تواجه الفتيات السعوديات، وهن من المفترض أن يكونوا أصحاء في «مقتبل العمر». يقول هذا الطبيب إن نسبة «مرض السكر» في ارتفاع مخيف جداً، إذ بدأ هذا «المرض اللعين» ينهش في أجساد السعوديين عموما و«السعوديات» خصوصاً، حتى باتت «السعودية» الدولة الثانية على مستوى «العالم» في الإصابة بالمرض «الحلو المر». وأضاف الطبيب الذي أرعبني أن نسب مرض «الضغط» سواء العالي أو المنخفض في تزايد كبير ومخيف، وهو مرض «صامت لعين» يسبب «انفجار» شرايين المخ والوفاة إذا لم يتم علاجه بالشكل الصحيح، ويؤكد أن «السعودية» باتت على رأس الدول العالمية في نسبة الإصابة بهذا المرض. ويستكمل الطبيب «تعليقه للجرس» ويشير إلى أن نسبة مرض ارتفاع «الكوليسترول» في ازدياد مطرد، وهو مرض «خبيث» آخر يسبب انسداد «الشرايين» في الجسم ويؤدي للشلل أو الوفاة، ويقول: «بتنا نشاهد في المستشفى فتيات صغيرات يعانين من ارتفاع السكر والضغط والكوليسترول والسمنة، وهو أمر لم يكن مألوفاً في السابق». وأخيراً يشير الطبيب الذي أفزعني إلى مرض «نقص ڤيتامين دي» وهو مرض «ماكر» يسبب الاكتئاب وهشاشة العظام كما يرفع نسبة الإصابة بالسرطان.! ومن المعروف علمياً أن أمراض السكر والضغط والكوليسترول ونقص فيتامين دي والسمنة وغيرها علاجهم جميعاً يكمن ببساطة في المحافظة على الوزن عبر «ممارسة الرياضة»، إضافة إلى «التعرض للشمس» و«استنشاق الهواء النقي». كل هذا يتحقق بالرياضة التي حرمت «الفتاة السعودية» منها بداعي «الحرام» و«السفور»، و«الفتنه»، و«التبرج»، و«الاختلاط»، و«سد الذرائع»، وغيرها من الأحكام والقوانين التي تمارس باسم الدين. ويبقى السؤال العريض هو: ألا يعتبر قذف «الفتاة السعودية» في براثن هذه الأمراض الفتاكة والقاتلة أمراً محرماً؟ وقد تعجبت قبل أيام عندما رأيت ردود الأفعال الواسعة على حديث الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل الذي لمح بمشاركة «فريق نسائي» سعودي بحسب«الشريعة الإسلامية» في ألعاب لندن الأولمبية صيف العام المقبل بعد أن تسربت أنباء عن تلقي «الرئاسة» ضغوطاً من رئيس اللجنة الأولمبية الدولية «جاك روع» الذي أعلن في وقت سابق عدم رضاه عن ثلاث دول لم يسمها، فشلت في دعم اللاعبات، ولكن رئيسة اللجنة النسائية الأولمبية «انيتا ديفرانتز» ذكرت أن السعودية وقطر وبروناي لم ترسل فتياتها للمشاركة في الألعاب الأولمبية السابقة وقالت إن هذا الأمر لم يعد مقبولاً، وخصت ديفرانتز السعودية بالذكر، واقترحت منعها في حال فشلت في المشاركة بلاعبات سعوديات. وبذلك تكون السعودية أول دولة تمنع من المشاركة في الألعاب الأولمبية التي يشارك بها 205 دول في العالم، وهو رقم يفوق الدول الأعضاء في الأمم المتحدة! وعدم المشاركة في محفل كهذا يعتبر عزلاً عن الساحة الدولية وهو أمر غير مقبول أبداً. وسواء شاركت السعودية أم لم تشارك في الألعاب الأولمبية المقبلة، تبقى أسئلة كبرى: إلى متى ونحن نخشى من «التغيير» إلى الأفضل؟ وإلى متى تبقى «المرأة السعودية» هاجساً نخشى منه وعليه؟ وإلى متى لا نرضى أن تعيش «الفتاة السعودية» حياة طبيعية، ولكن نرضى أن تفترسها الأمراض لتبقى في بيتها حتى تموت؟ إلى متى تعيش «هذه الإنسانة» في قفص مخملي هو أقرب إلى «الزنزانة»؟ وإلى متى نقف والعالم من حولنا يتحرك؟ [email protected] twitter | @hishamkaaki