كيف يمكن أن ننهض بالرياضة السعودية؟ هذا هو سؤال الملايين من السعوديين، هو سؤال تساوي إجابته أيضاً ملايين الريالات. لأن هذه الإجابة صعبة، أو على الأقل هكذا يراها القائمون على الرياضة في بلادنا، ربما هي في نظرهم مستحيلة، وهكذا نحسبها، بما أنهم يرفضون أو يتكاسلون أو يترددون أو ربما يجهلون كيف يضعون الإجابة التي تشفي «غليل» الشارع الرياضي السعودي الذي يغلي على أحر من الجمر في انتظار الإجابة على سؤاله الملح؛ كيف يمكن أن تنهض الرياضة السعودية؟ ومن المسؤول عن تدهورها الى هذا الحد «المرير»؟ لن نوارب الأمر ولن نداري المسألة ونقول: هي «نكسة» موقتة، أو «كبوة» جواد عابرة، أو «فترة» بناء يليها الحصاد. فالرياضة السعودية تعيش منذ زمن أسوأ فتراتها على الإطلاق. هي تعيش بصريح العبارة «عصر الانحطاط»! فالمنتخب السعودي لكرة القدم منذ أعوام وهو من سيئ إلى أسوأ؛ خروج باكر من كأس آسيا التي تسيدناها لسنوات، وخروج باكر من تصفيات كأس العالم التي تأهلنا لنهائياتها أربع مرات متتالية، وخروج سريع من تصفيات الألعاب الأولمبية، وابتعاد تام لمنتخبات الشباب والناشئين عن المشهد الكروي. والألعاب المختلفة أفل تقريباً الاهتمام بها. للأسف أن الرياضة في المملكة تراجعت حتى بات حاضرها القبيح «ينهش» إنجازاتها وتاريخ ماضيها الجميل «الغابر». حتى كأس العرب التي أسميناها «كأس الترضية» لم يتمكن المنتخب السعودي من تخطي منتخب ليبيا الذي خرجت بلاده للتو من حرب «طاحنة» بين نظام القذافي والثوار. (وهنا قفزت إلى ذهني عبارة الممثل المصري الشهير يوسف وهبي: يا للهول). نعم يا للهول، فالمنتخب السعودي الذي تلقى هزيمتين مذلتين في كأس آسيا من سورية والأردن أكمل الكارثة بهزيمة من ليبيا في كأس العرب، ولا ننسى قبلها المباراة المخجلة مع منتخب فلسطين الذي سرق «القرود» ملابسهم قبل المباراة مع المنتخب السعودي، ولا أعلم لو أن القرود تركوا الملابس ولم يسرقوها ما الذي كان سيحدث للمنتخب السعودي؟ يا للهول... يا للهول. نحن نعيش للأسف عصر «الكوميديا السوداء»، والرياضة السعودية تعيش عصراً درامياً محزناً يستحق البكاء. ولا أعلم هل المسؤولون عن الرياضة في بلادنا لا يملكون الحلول أم أنهم يجهلونها أم أنهم لا يملكون شجاعة الإقدام على اتخاذ وتبني الحلول، أم أنهم لا يملكون الأدوات لتقديم الحلول؟ ومهما كان الأمر فلا بد لهذا الليل الطويل أن ينجلي فقد طال أوان الظلام ومللنا الانتظار. والمسؤول الذي لا يقدر على النهوض بمسؤولياته عليه فوراً أن يترك موقعه بلا تسويف أو مماطلة. من المؤسف أن تكون الرياضة بهذا الشكل «المخجل» في بلد مزدهر وقوي ولديه أهمية إقليمية وموارد مثل المملكة العربية السعودية. أخيراً أقول لرجل الرياضة الأول مع كامل محبتي وتقديري واحترامي: إما أن تملك الإجابة على سؤالنا: كيف ننهض بالرياضة السعودية؟ وتملك القدرة والشجاعة على اتخاذ الحلول اللازمة والأدوات الكافية للتنفيذ والتغيير، وإلا فحبك لوطنك يحتم عليك فسح المجال لمن يملك الإجابة على السؤال الذي حير الملايين. [email protected] @hishamkaaki