سعى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس، إلى النأي بحكومته عن تراجع تاريخي في سعر صرف الريال مقابل الدولار الأميركي، وعزا ذلك إلى «حرب نفسية» يشنّها الغرب على بلاده بسبب برنامجها النووي. لكن رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني حمّل الحكومة المسؤولية، فيما وقّع نواب عريضة لمساءلة نجاد أمام البرلمان، حول تدهور الريال. وتدهور سعر صرف الريال امس إلى نحو 35 ألفاً مقابل الدولار، بعدما كان يُباع قبل سنتين بنحو 10 آلاف مقابل العملة الأميركية. ويتوقع متعاملون في سوق العملة تراجعاً إضافياً للريال في الشهور المقبلة، فيما ثمة تكهنات بوقوف الحكومة وراء هذا الوضع الذي لم تشهده إيران منذ الثورة، انسجاماً مع خطة نفذتها قبل سنتين لرفع الدعم عن سلع أساسية، وذلك في محاولة لتعويم العملات الأجنبية. ويعتقد اقتصاديون مساندون لسياسة نجاد، بأن تراجع الريال يعزّز قدرة الصناعيين الإيرانيين على تصدير بضائعهم، ويساهم في تطوير الصناعة الإيرانية. لكن أوساطاً سياسية تبدي قلقاً من تأثير انخفاض سعر العملة في القدرة المعيشية للعائلة الإيرانية، خصوصاً في ظل العقوبات الغربية. وعزا لاريجاني «80 في المئة من الصعوبات الاقتصادية في البلاد، إلى سوء الإدارة»، في إشارة إلى الحكومة، معتبراً أن «تأثير العقوبات لا يتجاوز 20 في المئة». وذكّر الناطق باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان حسين نقوي بأن «العقوبات الأميركية على إيران ليست جديدة، ولا علاقة لها بالتقلبات في أسعار الصرف»، عازياً تراجع الريال إلى «سوء إدارة بعض المسؤولين في البلاد». أما النائب محمد بياتيان فأعلن أن ثمة تواقيع كافية في البرلمان، لإرغام نجاد على الحضور إلى المجلس ومساءلته حول تدهور الريال. لكن نجاد انتقد لاريجاني، قائلاً: «على رئيس البرلمان مساعدة الحكومة للتغلّب على المشكلة، بدل اتهام الإدارة»، متسائلاً في مؤتمر صحافي: «هل التقلبات (في سعر الريال) بسبب مشاكل اقتصادية؟ الجواب كلا. وهل تحدث بسبب سياسات الحكومة؟ إطلاقاً». وأضاف: «ثمة حرب نفسية، وعلى الجميع مساعدة الحكومة. إنها حرب خفية وثقيلة على المستوى العالمي. يعتقد العدو بأنه قادر على كسر مقاومة الشعب الإيراني، لكنه مخطئ». وأكد الرئيس الإيراني أن بلاده «دولة عظمى، لا تهتز بالتهديدات الخاوية التي يطلقها كيان الاحتلال الإسرائيلي»، متهماً «بعضهم في داخل البلاد أيضاً، بالترويج للحرب النفسية المعادية». ورأى أن الولاياتالمتحدة «توصلت إلى نتيجة بضرورة كبح الصهاينة المتطرفين الذين يعتقدون بأن تنفيذهم مغامرة ضد إيران، سيحسّن مكانتهم». وتراجع نجاد عن تصريحات أدلى بها خلال في نيويورك الأسبوع الماضي، حول إمكان أن تدرس إيران إجراء محادثات مباشرة مع الولاياتالمتحدة حول الملف النووي، ما أثار ردود فعل غاضبة لدى معسكر المحافظين. وقال: «التفاوض المباشر مع أميركا ممكن، ولكن يجب تهيئة الظروف اللازمة. وأعتقد بأن الظروف ليست مواتية لمحادثات. لا نعارض الحوار القائم على الاحترام المتبادل». لكنه استدرك: «أعتقد بأن هذا الوضع الخاص بالعلاقات بين إيرانوالولاياتالمتحدة، لا يمكن أن يستمر، وأميركا مضطرة إلى إعادة النظر في موقفها إزاء إيران».