اعترف الأمين العام للحلف الأطلسي (ناتو) أندرس فوغ راسموسن، بأن اختراق حركة «طالبان» قوات الأمن الأفغانية لقتل جنود اجانب بالرصاص، ما تسبب في سقوط 52 منهم هذه السنة، نجحت في احباط معنويات قوات الحلف، بتأثير تضرر علاقتها بالقوات الحكومية وتزعزع الثقة بينهما، مرجحاً تسريع سحبها من افغانستان قبل الموعد المحدد بحلول نهاية 2015. وقال راسموسن لصحيفة «ذي غارديان»، إن «هجمات الداخل جزء من الاستراتيجية الجديدة للحركة من اجل تحويل الرأي العام الغربي ضد الحرب في افغانستان»، مشيراً الى ان «خيارات تدرس حالياً دراسة، وستتوضح الصورة خلال 3 أشهر، إذ يمكن أن نعدل وجودنا ونعيد نشر قواتنا أو نكلفها مهمات أخرى، أو حتى سحبها أو خفض عددها». واضاف: «سنرى من الآن وحتى نهاية 2014 اعلانات عن اعادة انتشار قواتنا أو سحبها من افغانستان في حال سمح الوضع الأمني، ولا نستبعد امكان تعجيل الانسحاب من بعض المناطق، لكن لا يجب النظر الى هذا الأمر باعتباره سباقاً للخروج». ويعمل الحلف على تدريب القوات الأفغانية المؤلفة من 352 ألف فرد لتسليمها مسؤوليات الأمن بعد انتهاء العمليات القتالية لقواته عام 2014. وفي مؤتمر صحافي عقده في بروكسيل، اعلن راسموسن استئناف الحلف كل العمليات المشتركة تقريباً مع القوات الأفغانية، بعد خفضها لفترة بسبب تصاعد هجمات رجال الأمن الأفغان «المارقين» على الجنود الاجانب. وشدد على ان الإجراء «يعكس تقديرات قادتنا للوضع الأمني العام، علماً ان قرار تعليق العمليات المشتركة شمل كل مهمات الخط الامامي التي تشارك فيها وحدات اصغر من الكتيبة التي تضم 800 فرد. ونظر كثيرون الى الاجراء باعتباره «انتكاسة لخطة الحلف الخاصة بتدريب قوات الأمن الافغانية كي تتولى تدريجياً مسؤوليات الأمن على امتداد بلدهم قبل نهاية 2014. الى ذلك، اتفق وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا ونظيره الأفغاني بسم الله خان محمدي، على التعاون بهدف منع «الهجمات من الداخل»، ومواصلة تطوير القوات الأفغانية. واعلن جورج ليتل، مساعد بانيتا، ان الأخير اتصل بخان محمدي ووزير الداخلية غلام مجتبا باتانغ لتهنئتهما على تعيينهما، مثنياً على جهودهما في تعزيز كفاءة القوات الحكومية، ومجدداً التزام الولاياتالمتحدة ضمان أمن افغانستان واستقرارها. وفي كابول، أعلنت وزارة الداخلية الأفغانية، مقتل 14 من مسلحي «طالبان» واعتقال 30 آخرين في 10 عمليات مشتركة مع القوات الأجنبية خلال الساعات ال24 الأخيرة في ولايات كابول وننغرهار ولقمان واروزجان وقندهار وميدان ورداك ولوغار وغزني وخوست وهلمند. وكشفت «الناتو» عن سقوط جندي اجنبي في انفجار عبوة ناسفة بدائية الصنع جنوبافغانستان، ما رفع الى 348 جندياً عدد قتلى الجنود الأجانب في افغانستان هذه السنة.