كابول، واشنطن - أ ف ب، رويترز - اعلن الرئيس الأفغاني حميد كارزاي ان سلسلة الهجمات المنسقة التي شنها مقاتلو حركة «طالبان» لمدة 18 ساعة في العاصمة كابول وولايات باكتيا ولوغار وننغرهار المجاورة، وانتهت صباح امس بسقوط 47 شخصاً بينهم 36 مسلحاً وجرح 65 آخرين، اظهرت فشل العمليات الاستخباراتية «لقواتنا وقوات الحلف الأطلسي (ناتو) معاً»، مطالباً بفتح تحقيق جدي في اسبابه. واعتبر ان اختراق «ارهابيين» تخفى بعضهم ببرقع نسائي نقاط تفتيش توصف بأنها «حلقة فولاذ» في كابول، ما مهدّ لأكبر هجوم على العاصمة خلال السنوات العشر الأخيرة، لم يمنع اثبات القوات الأفغانية شجاعتها في تنفيذ رد سريع لاحتواء الاعتداءات، وبالتالي قدرتها على الدفاع عن بلدها». وأشاد قائد قوات «الأطلسي» في افغانستان الجنرال جون الن بأداء القوات الحكومية، وقال: «انني فخور جداً بسرعة وصولهم الى موقع الهجمات، وتحركهم في ظل قيادة جيدة وتنسيق عالٍ، ونجاحهم في احتواء المسلحين مع الحرص على حماية المواطنين». ووصف الهجمات بأنها «غير مؤثرة»، علماَ ان قوات الحلف قدمت دعماً جوياً لنظيرتها الأفغانية. اما السفير الأميركي في كابول، راين كروكر، فاعتبر ان صدّ القوات الأفغانية الهجمات «مؤشر واضح إلى تقدمها». لكن ديبلوماسياً غربياً رفض كشف هويته استغرب تفاؤل الحلف والأميركيين، وقال: «صحيح ان القوات الحكومية نفذت عملها افضل من السابق، ما يؤكد حصول تقدم، لكن طالبان اظهرت ايضاً قدرتها على شن هجمات في أي مكان وزمان». وفيما تبنت «طالبان» الهجمات معلنة تدشينها «حملة الربيع» ضد مقار حكومية ومجموعات القوات المحلية والأجنبية، موضحة ان منفذيها «تدربوا لمدة شهرين على نماذج صغيرة لأهدافهم التي وضعها خبراؤنا العسكريون»، كشف وزير الداخلية الأفغاني بسم الله محمدي، أن مسلحاً معتقلاً اعترف بانتماء المهاجمين الى «شبكة حقاني» التي تعمل من مخابئها في باكستان المجاورة. وأيد ذلك جورج ليتل الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون). وقال ان «المؤشرات الأولية تشير الى ان شبكة حقاني متورطة في مجموعة الهجمات التي وقعت في كابول». وأوضح وزير الداخلية الأفغاني أن المهاجمين ال36 القتلى سقطوا في جلال آباد عاصمة ننغرهار، حيث استهدفوا المطار. وعزا تأخر انهاء الهجوم في كابول الى حرص القوات الحكومية على تفادي إلحاق اذى بمدنيين. وفي ايران، ندد الناطق باسم وزارة الخارجية رامين مهمابرست ب «الهجمات الإرهابية التي استهدفت افغانستان، خصوصاً مقار البعثات الديبلوماسية الأجنبية في العاصمة كابول». ورأى ان «الحوار هو الوسيلة الأمثل لحل المشاكل الأمنية في افغانستان»، مشيراً الى ان «ايران تؤمن بأن الأمن والسلام يمكن ان يعودا الى هذا البلد عبر تعزيز جهود المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية بعيداً من تدخل القوات الأجنبية».