رفض معسكر مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران علي خامنئي امس، دعوة الرئيس محمود أحمدي نجاد في نيويورك الى استئناف الحوار والعلاقات مع الولاياتالمتحدة، اذ اعتبر ذلك «خطاً أحمر». في غضون ذلك، رجّحت اسرائيل انهيار الاقتصاد الإيراني قريباً، واندلاع ثورة مشابهة للتي حدثت في مصر وأطاحت الرئيس حسني مبارك، بسبب العقوبات المفروضة على طهران على خلفية برنامجها النووي. الى ذاك، تخطى سعر صرف الدولار الأميركي حاجز ال30 ألف ريال أمس، وهذا رقم قياسي، اذ بلغ 30500 في السوق المفتوحة. وقال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الايراني علاء الدين بروجردي: «العلاقات والحوار مع أميركا خط أحمر في سياسات ايران، وأي مبادرة في شأن أميركا، لن تُنفذ أبداً من دون رأي قائد الثورة» علي خامنئي. واعتبر «طبيعياً الامتناع عن طرح موضوع الحوار والعلاقات» مع الولاياتالمتحدة، مذكّراً بشطب واشنطن اسم «مجاهدين خلق»، أبرز تنظيم معارض للنظام الايراني في الخارج، من لائحة المنظمات الارهابية، و «النظرة العدائية للأميركيين إزاء ايران». وسأل نجاد: «نظراً للسياسة الواضحة والشفافة لإيران في شأن العلاقات مع أميركا، لماذا أطلق تلك التصريحات؟». أما علي أكبر ولايتي، مستشار خامنئي للشؤون الدولية، فشدد على أن «سياسات إيران إزاء الإدارة الأميركية لم تتغير وتسير في اتجاهها السابق»، مضيفاً: «ما زالت ايران تلتزم السياسة التي شدد عليها الإمام الخميني، وأي تغيير فيها يتمّ فقط بأمر قائد الثورة». وأفاد موقع «بازتاب أمروز» بأن حسن كلخندان، وهو مصوّر أفلام وثائقية يعمل في التلفزيون الايراني، رافق نجاد والوفد المرافق الى نيويورك، انشقّ وطلب اللجوء في الولاياتالمتحدة. وأعلن قائد مقر «خاتم الأنبياء» للدفاع الجوي في الجيش الإيراني الجنرال فرزاد إسماعيلي أن بلاده تملك «أنظمة رادارات متطورة وأجهزة تنصت هي الأكثر تطوراً في العالم»، مشيراً الى أن قواته «نشرت أكثر من 3 آلاف قاعدة للدفاع الجوي في البلاد». وحذر سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي من أن بلاده «ستكسر أسنان إسرائيل في فمها»، إن شنّت عدواناً عليها، فيما أعلن قائد بحرية «الحرس الثوري» الأميرال علي فدوي أن وحدات «الحرب الالكترونية نجحت في اختراق معلومات سرية جداً للعدو، وتجيد فنون الحرب المعلوماتية في شكل كامل». وأوردت وسائل إعلام ايرانية أن محكمة دانت رئيسة مكتب وكالة «رويترز» في طهران بريسا حافظي ب «الدعاية ضد النظام ونشر أكاذيب لإثارة الرأي العام»، وذلك بعدما بثّت «رويترز» في شباط (فبراير) الماضي تحقيقاً عن مقاتلات «نينجا» إيرانيات، اعتبرت أنهن تتدربن بوصفهن «قاتلات». وستصدر المحكمة خلال أسبوع، حكماً على حافظي. الى ذلك، أعلنت السلطات الايرانية نيتها إبدال محرّك البحث «غوغل» وبريده الالكتروني (جيميل)، بمحرّك بحث محلي سُمّي «فخر»، وبريد الكتروني سُمّي «فجر». إسرائيل في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان: «تظاهرات المعارضة التي حدثت في إيران في حزيران (يونيو) 2009، ستعود بقوة أكبر. ستحدث ثورة ايرانية على نمط ميدان التحرير» في القاهرة. واعتبر أن «الجيل الشاب تعب من احتجازه رهينة والتضحية بمستقبله»، مضيفاً في حديث لصحيفة «هآرتس»: «الوضع في ايران وشعور الناس في الشارع، هو الشعور الخاص بكارثة اقتصادية. في خلال أسبوع فقط، تراجع الريال الايراني، وثمة نقص في السلع الاساسية وارتفاع في معدلات الجريمة والناس يحاولون الفرار من البلاد وارسال اموالهم الى الخارج». أما وزير المال الإسرائيلي يوفال شتاينتز فتحدث عن رفع مستوى العقوبات على طهران، مضيفاً أن الاقتصاد الإيراني «لم ينهر، لكنه على شفا انهيار، وستبلغ خسائر إيرادات النفط نحو 45-50 بليون دولار بنهاية السنة». وروّجت الدولة العبرية لنجاح زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الى الولاياتالمتحدة، في حشد الدعم لمواجهة ايران، اذ كتبت صحيفة «اسرائيل اليوم» : «النزاع بين اسرائيل والولاياتالمتحدة اصبح وراءنا». وقال مسؤول اسرائيلي بارز للصحافيين، ان لرحلة الأخير الى نيويورك هدفين: «وضع الملف الايراني على رأس جدول الاعمال الدولي، وتعزيز علاقاتنا مع الولاياتالمتحدة. ونجحنا في الأمرين».