طهران، موسكو، فيينا - أ ب، رويترز، أ ف ب - أوردت صحيفة «كومرسانت» الروسية أمس، أن موسكووطهران أبرمتا عقداً لإنشاء شركة محاصة لاستغلال منجم إيراني ضخم للرصاص والزنك، في صفقة تتضمن مشاركة مصرف إيراني يخضع لعقوبات دولية. وأضافت أن العقد الذي وقعه وزير الطاقة الروسي سيرغي شماتكو ووزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي، ينصّ على تأسيس شركة مؤلفة من شركة «روستكنولوجيا» الرسمية و»بنك صادرات» ثاني أبرز المصارف الإيرانية، لاستغلال حقل مهدي آباد قرب مدينة يزد وسط إيران، والذي أشارت الصحيفة إلى انه «أضخم» حقل للرصاص والزنك في العالم لم يُستغل بعد، ويحوي 394 مليون طن من المعادن. وقدرت الصحيفة قيمة الصفقة التي تمت برعاية أيغور سيتشين نائب رئيس الوزراء الروسي، بما بين «بليون و1,2 بليون دولار»، ستقدم طهران القسم الأكبر منها. لكن «كومرسانت» أشارت إلى أن «بنك صادرات» يخضع منذ سنتين لعقوبات تفرضها الولاياتالمتحدة ومجلس الأمن على إيران، ما يهدد بعرقلة المشروع. على رغم ذلك، نقلت الصحيفة عن مصدر ترجيحه ألا تقرر واشنطن فرض عقوبات على «روستكنولوجيا»، لأن مصالح الشركة في الولاياتالمتحدة تمثلها جماعة ضغط قوية، هي شركة «بوينغ» التي تحصل من الشركة الروسية على كميات ضخمة من مادة «تيتاتيوم» التي تدخل في صنع الطائرات. في غضون ذلك، أقرّ سكرتير «المجلس الأعلى للأمن القومي» الإيراني سعيد جليلي بوجود «خلافات» بين بلاده وروسيا، لكنه شدد على أن «روسياوإيران تملكان احتياطات ضخمة للطاقة، والمنهج يجب أن يكون مشتركاً وليس تنافسياً». وقال أمام طلاب معهد العلاقات الدولية في موسكو التابع للخارجية الروسية: «إذا أرادت روسياوإيران التنافس في مجال الطاقة، فإن آخرين سيستفيدون من ذلك. الدولتان تملكان إمكانات إستراتيجية وجيوسياسية، لتشكيل نواة تعاون على الساحة الدولية». وانتقد «السياسة الأحادية» الأميركية، و»دور الشرطي الدولي» الذي تؤديه واشنطن منذ الحرب الباردة. أتى ذلك فيما أعلن قائد مقرّ «خاتم الأنبياء» للدفاع الجوي الجنرال فرزاد إسماعيلي، الامتثال إلى أوامر مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي، وصنع منظومة «باور373» للدفاع الجوي، مشيراً إلى أنها مشابهة لمنظومة «أس-300» المضادة للطائرات، والتي رفضت موسكو تنفيذ عقد بتسليمها إلى طهران. في فيينا، وصف رئيس «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» فريدون عباسي دواني لقاءه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو بأنه «إيجابي»، مشيراً إلى أن «الجانبين اتفقا على إجراء مفاوضات تمهيدية لإزالة الغموض» الذي يثيره أمانو في تقاريره حول الملف النووي الإيراني. وأعلن عباسي دواني أن منشأة فردو لتخصيب اليورانيوم قرب مدينة قم، ستُدشن خلال 6 شهور، عازياً كونها محصنة في جبل تحت الأرض إلى منع «الولاياتالمتحدة وحلفائها من تدميرها». واتهم عباسي دواني الذي نجا من محاولة اغتيال فاشلة العام الماضي، عملاء للاستخبارات البريطانية بتعقبه منذ 6 سنوات، «بما في ذلك مطار في فرنسا وأماكن علمية في بولندا وإيطاليا وهولندا وماليزيا، حيث بحثوا عن معلومات وبيانات تتعلق بتاريخي وعائلتي وعدد أطفالي». وفي يوليو (تموز) الماضي، اغتال مسلحون العالِم النووي داريوش رضائي نجاد في طهران. وأفادت وكالة «أسوشييتد برس» بأن الاستخبارات الإيرانية تحقق مع زميل للقتيل، يُدعى مجتبى داداش نجاد، إذ تشتبه في تسريبه معلومات أتاحت اغتياله. في غضون ذلك، وصل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى نيويورك امس، للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي اعتبر أنها «لا تعبّر عن رأي الشعوب وتطلعاتها، وتقع تحت تأثير الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية».