وصل إلى جدة عصر أمس جُثمان الشاب السعودي مازن محمد آل مساوى بعد 30 يوماً من إعدامه في العاصمة العراقية بغداد، وكانت وزارة الخارجية السعودية كلفت السفارة السعودية في الأردن بمتابعة إجراءات نقل الجُثمان بالتنسيق بين الهلال الأحمر السعودي واللجنة الدولية للصليب الأحمر. واستقبل الجُثمان أهالي القتيل وعدد من أهالي السعوديين المعتقلين في العراق في مطار الملك عبدالعزيز بجدة وسط تهليل وتكبير بصوت واحد من كثير من الحضور، وأكّد عم مازن صالح آل مساوى أنهم يعملون لاستكمال إجراءات الدفن في مستشفى الملك فهد. ومن جانبه، ترحم والد مازن محمد آل مساوى على ابنه، وعدّه بطلاً، واكتفى بقول: «القلب يحزن، والعين تدمع، وإنا لله وإنا إليه راجعون»، مبيناً أن ابنه كان صائماً قبل أن يعدم، وأوصاه على الثبات، مشيراً إلى مكالمته مع ابنه في اليوم نفسه لإعدامه الساعة ال11 مساءً، وتحدث إلى والدته حينها، وكان يطمئنهما. وأوضح محمد آل مساوى ل«الحياة» أن مازن يأتي ترتيبه الخامس بين أخوته من أصل تسعة أولاد، مضيفاً «عند اتصالي به طمأنته وشجعته وأوصيته بأن لا يخاف ويقلق، فرد عليّ قائلاً: الموت واحد، والأسباب تتنوع، وشكا لي أنه مغبون من الظلم، ولم يكن يعلم حينها أنها ستكون ليلته الأخيرة». وأكّد شقيق مازن مشعل محمد ل«الحياة» أن والدته مرت بأيام عصيبة منذ ال30 يوماً الماضية، ولكنها تقوي نفسها بالإيمان والقضاء والقدر، مبيناً أنه لم يلتقِ بأخيه منذ ثمانية أعوام، وكانت بينهما اتصالات ورسائل، وأنه كان يتمنى أن يراه قبل إعدامه. وأوضح عم مازن صالح آل مساوى، أنه تواصل مع السفارة السعودية في الأردن، وكانوا متعاطفين معه ومتفاعلين، وكان تجاوب السفير هناك سريعاً وإيجابياً، مبيناً أن المماطلة في تسليم الجُثمان كان من الجانب العراقي، وأن الإجراءات أخذت أربعة أسابيع، وكان هناك تعنت في الإجراءات، وكانوا يتحججون بأن الأوراق ناقصة. ومن جهته، يتمنى والد أحد المعتقلين في العراق حمود التويجري في حديثه إلى «الحياة» أن تهيأ الأسباب التي تأتي بابنه وجميع المعتقلين في العراق، مؤكّداً معرفته بأن هناك ترتيبات بين الحكومة السعودية والجانب العراقي لحل الملف. من جهة ثانية، أكد سجين سابق في السجون العراقية (فضل عدم ذكر اسمه) ل«الحياة»، أن وصول جثمان مازن رسالة للشبان السعوديين المعتقلين في العراق وإلى اللجان الحقوقية وإلى جميع الأطراف المعنية بأن يسعوا إلى استعادتهم، كي لا نستقبل جثماناً آخر كما استقبلنا مازن. وأشار إلى وجود شباب سعوديين معتقلين في العراق منذ ثماني وتسع سنوات يذوقون في السجون العراقية التعذيب والتنكيل، مؤكداً أن جنازة مازن كانت رهينة للطب العدلي في بغداد منذ 3 أسابيع، ولم تأت إلا الآن، وهذا دليل على تجاهل هذه القضية من المسؤولين. وأضاف: «كوني سجيناً سابقاً وعلمت من مازن أنه وقّع على 30 ورقة على بياض لا يعلم ما فيها إكراهاً، وكان في معتقلات غير نظامية، وأن التحقيق الذي أجري معه كله لاغ بناء على النظام العراقي لأنه كان معتقلاً في معسكر شرف وهو معسكر غير نظامي في القانون العراقي، والمعتقلون السعوديون في العراق ضحية لخلافات إقليمية سياسية».