عندما نتعامل مع الأمور بواقعية ورؤية سليمة وواضحة بعيدة عن المبالغة، عندها نستطيع أن نقول إن الكرة السعودية في طريقها إلى العودة من جديد لتكون سيدة لكرة القدم الآسيوية. ولأن الواقعية والموضوعية هي مفتاح العودة، فإن علينا أن نحتفظ بهذا المفتاح في المرحلة المقبلة، بحيث نواصل العمل والدعم للفئات السنية لأنها تمثل نبتة خضراء، إن رعيناها ومنحناها الاهتمام فسيكون لها شأن في المستقبل. وليس أدل على ذلك من تلك الصورة الزاهية التي قدمها أفراد منتخبنا للشباب في بطولة كأس العالم التي تستضيفها كولومبيا حالياً، ولا يعني الخروج من البطولة على يد منتخب البرازيل، أننا لم نحصد شيئاً. بل على العكس من ذلك، فإن أهم مكاسبنا حققناها في هذه البطولة العالمية، وأولها أننا تواجدنا في كأس العالم للشباب بعد غياب طويل منذ عام 2003 ، والمكسب الآخر أننا أحسسنا بالارتياح والاطمئنان لمستقبل كرتنا السعودية. لذلك أرى أن من المهم أن نبدأ في دمج هذه المجموعة مع مجموعة المنتخب الأول الحالية التي تخوض تصفيات كأس العالم المقبلة في البرازيل 2014 ، لنشكل في نهاية هذه التصفيات منتخباً جديداً مطعماً ببعض نجوم المنتخب الأول الحاليين. ولعل التجارب السابقة في إهمال المواهب، والتركيز على نجوم الشباك، أوصلتنا في النهاية إلى انتهاء نجوم كبار برزوا في وقت واختفوا، وأصبحوا اليوم خارج اهتمامات الجمهور الرياضي، وخارج حسابات المنتخب الأول! وما أريد أن أصل إليه، هو أن كرة القدم لم تعد لعبة اللاعب الواحد، وإلاّ لاستطاع أسطورة كرة القدم العالمية ليونيل ميسي تحقيق كأس العالم الأخيرة لبلاده، أو حتى الفوز بكأس أميركا الجنوبية التي أقيمت على أرض بلاده الأرجنتين! إنها المعادلة التي يجب أن ننطلق منها في المرحلة المقبلة، فلسنا على استعداد أن نجلب في كل وقت أطباء علم النفس، وخبراء الإعداد الذهني والتأهيل، ليعيد لنا تأهيل أحد نجومنا الذي تعطلت محركاته في لحظة، مع أننا نعرف السبب، وهو يعرف علته تماماً! لقد لمنا نظام الاحتراف، ووصفناه بأنه نظام مهترئ، وحتى وإن كان في ذلك بعض الحقيقة، إلاّ أن اللاعب هو المسؤول الأول عن تصرفاته وسلوكياته، وأن أخطاءه لن تجني على أحد غيره، فالمحترف الحقيقي هو الذي ينظم وقته ويعرف حقوقه وواجباته، ويضبط نفسه ويدرك أن التصرفات السيئة ستقصر من عمره في الملاعب! لا أريد أن أضرب أمثلة، ففي الإشارة ما يغني عن التشهير، لكننا أمام مشكلة كبيرة تتمثل في انتهاء عمر الكثير من اللاعبين السعوديين في عمر قصير جداً، من أهم أسبابه عدم الانضباط، واستقبال الشهرة والمال بطريقة عكسية، وربما كان للتحصيل العلمي دور في ذلك، فهل تنبهنا لذلك؟ آمل ذلك. [email protected]