الحديث عن المقيمين في المملكة أو المولودين على أرضها من الشباب الممارسين للرياضة، والمطالبة بتجنيس المميزين منهم، ليمثلوا منتخبات كرة القدم السعودية في البطولات الخارجية، ثم يعاملوا معاملة اللاعب السعودي طيلة تشرفهم بتمثيل المنتخبات الوطنية، أخذ مساراً آخر. ومن يدقق جيداً في ما يقوله المحللون والنقاد، والمنتمون للرياضة عن اللاعبين المقيمين على أراضي المملكة، يتصور أننا بلد لا يمارس شبابه الرياضة على الاطلاق، ولا يعرف من كرة القدم غير متابعة بطولة كأس العالم. بل إن المؤسف، أن نغمة الحل في التجنيس التي أصبحنا نسمعها كل يوم، أعطت إيحاء على أن اللاعب السعودي عديم الفاعلية، وأنه يفتقد للموهبة، وهؤلاء يقسون كثيراً على اللاعب السعودي، الذي يتميز بالذكاء والدهاء والموهبة الفطرية. إن ذلك لا يعني أنني «ضد» تجنيس أي لاعب موهوب، لكنني أطالب ألا يتم ذلك إلا من خلال ضوابط ومعايير يتجاوزها اللاعب المقيم، أقلها أن يملك موهبة فذة يصادق عليها أهل الاختصاص من المدربين المواطنين والخبراء الأجانب. كما أن البيئة القادم منها هؤلاء اللاعبين، يجب أن تكون محل اهتمام وعناية الفريق المكلف بهذا الملف، كون كرة القدم السعودية ليست بحاجة إلى صداع آخر من نوع اللاعبين غير المنضبطين، فيكفيها ما لديها. ولكي تتضح الصورة أمام الجميع، فإن عدد اللاعبين السعوديين المحترفين للموسم الرياضي الحالي حسب سجلات لجنة الاحتراف وشؤون اللاعبين بلغ «688 لاعباً»، وهذا ما يختص فقط باللاعبين المحترفين، ناهيك عن اللاعبين المسجلين في كشوفات اتحاد الكرة من كل الدرجات والفئات، الذين يتجاوز عددهم الآلاف. كلّ هذه الأرقام تؤكد أن الكرة السعودية لا تشكو من قلة عدد اللاعبين، ولا من نقص الموهبة، ولكنها في حقيقة الأمر تعاني من عدم الاهتمام بالفئات السنية، أو ما أصبح يعرف ب«الأكاديميات»، البديل العلمي الناجح لمدارس البراعم السابقة. وباستثناء ناد وحيد أنشأ أكاديمية، واهتم بها ورعاها منذ خمسة أعوام، وهو النادي الأهلي، فإن أندية أخرى لا زالت غائبة، وتعتبر إنشاء الأكاديميات إهداراً للمال، وضياعاً للجهد، وهم مخطئون في ذلك، لأنهم لا ينظرون إلى المستقبل البعيد، وكل ما يهمهم هو ماذا سيجنون بنهاية الموسم؟ ولعل ما يقوم به النادي الأهلي، وما أقدم عليه هو الحل الذي تبحث عنه كرة القدم السعودية، فعلاوة على أكاديمية النادي الأهلي التي بدأت فكرة وانتهت صرحاً ومعلماً رياضياً، خطط له ونفذه الأمير خالد بن عبدالله، وأتبعه بمركز الأمير عبدالله الفيصل لقطاعي الناشئين والشباب. خلاصة القول، إن الإسراع بتنفيذ الأكاديميات، وتفعيل قرار إنشائها، وإلزام الأندية بذلك، هو الحل الوحيد الذي سنجني من ورائه منتخبات وطنية قادرة على الوصول إلى النهائيات والمنافسة على البطولات القارية والعالمية، فهل نبدأ من اليوم؟ سؤال أوجهه لاتحاد كرة القدم! [email protected] @AbdullahShaikhi