لم تكن هناك مفاجأة! بل المستغرب هو حالة الدهشة التي أصابت البعض من تجاوزات شباب ومراهقين في اليوم الوطني، لم أستغرب لأني أرى صور الانفلات يومياً لكنها مجزأة هنا وهناك، بقع صغيرة من الانفلات تجمعت لتكبر في يوم استثنائي سبقه حشد وشحن. وهي حالة متكررة في أيام الانتصارات الكروية وحتى في ليالي إجازات الأسبوع ولكن بصورة أصغر. السائد في مجتمعنا عدم احترام حقوق الآخرين وحقوق الطريق، بل إن التجاوز في ذلك إلى حدود العبث بحياة آخرين وممتلكاتهم هو شطارة وذئبية لدى بعض منفلت ومتروك. هذه حقيقة نهرب منها أو نحاول، بادعاء مثالية غير موجودة إلا في التنظير. حتى لم يعد مثيراً قراءة أخبار عن عسكريين يمارسون التفحيط، ولدى بعضهم قائمة طويلة من المخالفات دون تطبيق - الأسبوع الماضي، وحسب جريدة «الشرق»، في الجبيل أحيل المفحِّط «اسكوتر» إلى وحدته العسكرية ليوقف فيها شهراً، وعليه 55 مخالفة مرورية من بينها التفحيط - الفرد الذي تعلم الانضباط وكلف بفرض احترامه هو أول من يخترقه، ومثل هذا العبث لا يجد رادعاً معلناً صريحاً يبين حجم الاهتمام. في المقطع المصور الذي ظهر على «يوتيوب» لما حدث في خميس مشيط «احتفالاً» باليوم الوطني، ظهر شاب يحمل قدراً «وعاء الطبخ»، ولا يعرف هل كان قدر الطبخ غنيمة غزوة المطعم أم أن صاحبه حمله لجلب وجبة عشاء للشلة؟ أما الأعجب فهو أن المحطات التلفزيونية وصحفاً محلية تنقل صور تجمعات السيارات والجمهور على أنها احتفالات و«تعبير عن الفرح» أليس في هذا ازدواجية؟ هذه الممارسات ستتكرر، وهي تقدم دورات تدريبية مجانية في العبث والتخريب، ولن ينظر لها بحزم إلا حينما توضع في خانة الإرهاب. www.asuwayed.com @asuwayed