هاجم المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية ميت رومني، السياسة الخارجية لمنافسه الرئيس الحالي باراك أوباما، خصوصاً تلك المتعلقة بإسرائيل والملف النووي الإيراني، معتبراً أنه «لم يكن صديقاً قوياً بشكل كاف لتل أبيب». وقال رومني في مقابلة بثتها شبكة «سي بي أس» الأميركية إن «أوباما كان مرناً جداً في التعامل مع الدول التي لا تواكب خطوات الولاياتالمتحدة». وأشار إلى أنه سيقول لدول مثل مصر: «من اجل أن تبقوا حلفاء للولايات المتحدة وتتلقوا مساعدات منا ومن أصدقائنا، يجب أن تحترموا اتفاق السلام مع إسرائيل، والحقوق المدنية للأقليات في بلادكم وتوفروها، وكذلك حماية سفاراتنا». وأكد انه سيساند إسرائيل، مبدياً اعتقاده بأن أوباما يرتكب «خطأ» بعدم لقائه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو خلال حضور الأخير الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وفي حوار منفصل، سئل أوباما إذا كان يخضع لضغط من نتانياهو من أجل التعامل بقسوة اكبر مع إيران من اجل وقف طموحاتها النووية، فرد انه يتحدث دائماً مع رئيس حكومة إسرائيل، و»أفهم وأشاركه الرأي التأكيد في أن إيران يجب ألا تمتلك سلاحاً نووياً لأنها ستهددنا على غرار إسرائيل والعالم، وتطلق سباقاً للتسلح النووي». وزاد: «اشعر الآن بالتزام وليس ضغطاً للتأكد من أننا نتشاور بشكل وثيق مع الإسرائيليين في شأن هذه القضايا، لأنها تؤثر فيهم بعمق. إنهم أحد أوثق حلفائنا في المنطقة، وقال النظام الإيراني أشياء رهيبة تهدد مباشرة وجودهم». ولدى سؤاله إذا كان الربيع العربي والتطورات في الشرق الأوسط جعلته يعيد النظر في شأن دعم التغييرات في المنطقة، ذكّر بقوله سابقاً إن «الطريق سيكون صعباً باعتبار أن المبدأ الوحيد المنظّم هو الإسلام، فيما لا تسيطر الحكومات بالكامل على المجتمعات. كما ينتشر التطرف والمشاعر المناهضة لأميركا والغرب. واعتقد بأن أرجحية أن يصبح الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أكثر سلمية وازدهاراً وتماشياً مع مصالح الولاياتالمتحدة ستزيد على المدى الطويل». ودافع الرئيس الأميركي عن سياسته الخارجية قائلاً: «أنهيت الحرب في العراق وأضعفت تنظيم «القاعدة» وقضيت على زعيمه أسامة بن لادن، ما جعلني أنجز المطلوب مني على صعيد سياستي الخارجية، بما يتوافق مع مطالب الشعب الأميركي. وإذا كان رومني يريد نشوب حرب جديدة فيجب أن يقول ذلك». واعتبرت الناطقة باسم حملة رومني، أندريا سول، وصف أوباما إسرائيل بأنها «احد أوثق الحلفاء في المنطقة»، «دليلاً على تجاهله المزمن لأمن أوثق حلفائنا في الشرق الأوسط». وأضافت: «يؤمن رومني بأن إسرائيل أهم حلفائنا في الشرق الأوسط، وأن دعمها ضروري لتوسيع الحرية والسلام والديموقراطية في المنطقة». تجديد الزخم وسيحاول المرشح الجمهوري إعطاء زخم جديد لحملته هذا الأسبوع، في وقت تظهر استطلاعات الرأي انحسار آماله في الوصول إلى البيت الأبيض قبل نحو ستة أسابيع من الاقتراع في 6 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وكشفت استطلاعات أخيرة للرأي تقدم الرئيس أوباما على الحاكم السابق لمساشوسيتش على المستوى الوطني، وكذلك في 8 من 9 ولايات تعتبر حاسمة بالنسبة إلى النتيجة. وفيما كتبت الصحافية بيغي نونان أن «حملة رومني يجب أن تشهد تغييراً كبيراً بعد «هفوات» شريط الفيديو المسرب الذي وصف فيه نحو نصف الناخبين بأنهم يشعرون انهم ضحايا»، استهلت جهود رومني لإعادة حملته إلى سكتها بحفلة انتخابية في كولورادو أول من امس. وصرح رومني بأن «نسبة التأييد الممنوحة له تتراجع في استطلاعات الرأي لأن أوباما يحاول خداع الناس، ودفعهم إلى الاعتقاد بأنني أفكر بأمور غير صحيحة. وسينتهي ذلك خلال المناظرات»، وأولها بعد نحو أسبوع. وأمس، اطلق بول راين، مرشح رومني لمنصب نائب الرئيس، «خطة رومني لطبقة متوسطة أقوى» في ولاية أوهايو، إحدى الولايات الحاسمة، حيث أظهرت استطلاعات الرأي تقدم أوباما بأكثر من أربع نقاط.