بحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مع المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية ميت رومني امس في الخطر النووي الإيراني، داعياً إلى تهديد عسكري قوي وذي صدقية ترافقه عقوبات لوقف هذا البرنامج، في وقت تحدث رومني عن «خطوات إضافية» لوقف هذا الخطر. وجاءت زيارة رومني في وقت نفت إسرائيل أنباء عن اطلاعها على خطط أميركية لشن هجمة وقائية ضد إيران في حال فشل الخيار الديبلوماسي. وقال نتانياهو في لقاء أجراه مع رومني صباح امس: «يجب أن نكون صريحين ونقول إن كل العقوبات والديبلوماسية التي مورست حتى الآن، لم يفلح بإعادة البرنامج النووي الإيراني إلى الوراء قيد أنملة». وأضاف: «أؤمن بأننا بحاجة إلى تهديد عسكري قوي وذي صدقية ترافقه عقوبات لكي نتمكن من تغيير الوضع». وأبلغ رومني انه يشاركه رأيه في أن امتلاك إيران للسلاح النووي سيشكل «اكبر خطر على العالم». وقال رومني لنتانياهو في تصريحات نقلتها الإذاعة الإسرائيلية: «آخذ ببالغ الجدية آراءكم عن إيران وجهودها للتحول إلى دولة نووية، وأتطلع إلى التحدث معكم عن خطوات إضافية نستطيع أن نقوم بها من اجل وقف المؤامرة النووية الإيرانية». وأضاف أيضاً أنه سيتم التحدث عن «التطورات في المنطقة» في سورية ومصر وغيرهما. وفي وقت لاحق، قال رومني في تصريحات عقب لقائه الرئيس شمعون بيريز: «نحن مثلكم قلقون للغاية في شأن تطوير القدرات النووية في إيران، ونشعر بأنه من غير المقبول أن تصبح إيران أمة تملك أسلحة نووية». وتابع: «الخطر الذي سيشكله ذلك على إسرائيل وعلى المنطقة وعلى العالم لا يوصف وغير مقبول». موفاز: ليس وقت عمل عسكري كما التقى رومني لاحقاً زعيم المعارضة الإسرائيلية شاؤول موفاز الذي حذره من أن الوقت غير ملائم لشن ضربة عسكرية على إيران، وقال موفاز في تصريحات: «يجب أن نكون حاضرين لأي خيار، لكن لم يحن الوقت بعد لعمل عسكري». وأضاف: «هذا وقت لزيادة العقوبات على النظام الإيراني، وعلينا التأهب لأي تطور وفي أي حال والتصرف بالتنسيق الكامل. وجود إيران نووية يشكل تهديداً عالمياًَ، وهذه ليست مجرد قضية متعلقة بإسرائيل». مستشار رومني: سيحترم قرارات إسرائيل وقبيل اجتماعات رومني مع المسؤولين الإسرائيليين، صرح احد كبار مستشاريه للسياسة الخارجية دان سينور للصحافيين المرافقين للوفد: «إن أرادت إسرائيل التصرف من تلقاء نفسها من اجل منع إيران من تطوير تلك القدرة، فسيحترم الحاكم (رومني) هذا القرار». وأضاف: «لا يكفي منع إيران من تطوير برنامج نووي، فالقدرة حتى لو كانت تلك القدرة بعيدة عن التسلح، فإنها تشكل سبيلاً للتسلح وتعطي تلك القدرة إيران القوة التي تحتاجها لتعيث فساداً في المنطقة وحول العالم». وتابع أن رومني سيقول في كلمته إن «النظام في إيران اليوم اقرب خمس سنوات لتطوير القدرة على إنتاج أسلحة نووية (...) منع هذه النتيجة يجب أن تكون اكبر أولويات أمننا القومي». ونشرت وكالة «رويترز» مقاطع من كلمة من المنتظر أن يلقيها حاكم ماساتشوستس السابق مساء اليوم، ويعتزم القول فيها انه ينبغي التعامل بحسم مع إيران لتجنب أي تهديد لوجود إسرائيل أوثق حلفاء الولاياتالمتحدة في المنطقة. وسيضيف: «حين ينكر زعماء إيران المحرقة أو يتحدثون عن محو هذه الدولة من على الخريطة، فإن الساذجين فقط، أو من هم أسوأ منهم، سيعتبرون ذلك مبالغة في لغة التصريحات. لا تخطئوا في أن آيات الله في طهران يختبرون دفاعاتنا الأخلاقية. يريدون أن يعرفوا من يعترض ومن سيفكر في الطريق الآخر». وكان مقرراً أن يجتمع رومني أيضاً برئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض في وقت لاحق امس. «هآرتس»: خطط لشن هجمة وقائية وتزامنت زيارة رومني مع تأكيد صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن مستشار الأمن القومي الأميركي توم دونيلون اطلع نتانياهو على خطط واشنطن لشن هجمة وقائية على المنشآت النووية الإيرانية. ونقلت عن مسؤول أميركي كبير إن دونيلون التقى نتانياهو لثلاث ساعات في القدس قبل أسبوعين، وأطلعه على تفاصيل القدرات العسكرية الأميركية لمهاجمة المنشآت الإيرانية الواقعة تحت الأرض، موضحة: «سعى دونيلون للتوضيح بأن الولاياتالمتحدة تستعد بشكل جدي لإمكان أن تصل المفاوضات إلى طريق مسدود، وعندها سيصبح العمل العسكري ضرورياً». وذكرت أيضاً أن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي ياكوف اميردود كان حاضراً «لبعض الوقت» في الاجتماع. غير أن مسؤولاً إسرائيلياً كبيراً طلب عدم الكشف عن اسمه نفى لوكالة «فرانس برس» ما أوردته الصحيفة، وقال: «لا يوجد ما هو صحيح في هذا التقرير»، مضيفاً: «لم يجتمع دونيلون مع رئيس الوزراء على العشاء، ولم يجتمعا وحدهما، كما لم يقدم دونيلون خطة عملية لمهاجمة إيران». وأجرى العديد من المسؤولين الأميركيين في الأسابيع الأخيرة محادثات في القدس، من بينهم وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ومستشار أوباما لمكافحة الإرهاب جون برينان ونائب كلينتون وليام بيرنز. ومن المتوقع أن يصل وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا مساء الثلثاء لإجراء محادثات رفيعة المستوى، ومن المتوقع أن تكون إيران جزءاً مهماً من المحادثات، كما اكد مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية. وقدم أوباما الجمعة استعراضاً داعماً لإسرائيل في مكتبه البيضاوي في البيت الأبيض، إذ وقع محاطاً بممثلين عن اللوبي الموالي لإسرائيل (إيباك) ونواب اميركيين، قانوناً يعزز التعاون مع إسرائيل في مجال الأمن والدفاع، مؤكداً دعم واشنطن «الثابت» للدولة العبرية. ودعي ممثلون للصحافة الإسرائيلية لحضور هذه المراسم، اضافة إلى المصورين والصحافيين المعتمدين من البيت الأبيض. وقال أوباما إن هذا القانون الذي يتيح خصوصاً لإسرائيل الحصول على المزيد من الأسلحة والذخائر الأميركية، «يعكس التزامنا الثابت بأمن إسرائيل».