قرر 20 سائقاً سعودياً متعاقدين مع مؤسسة أهلية لقيادة حافلات مدارس محافظة الخفجي الامتناع عن العمل، اعتباراً من يوم الأربعاء الماضي، إثر قيام المؤسسة التي يعملون فيها، والمتعاقدة مع الإدارة العامة للتربية والتعليم في المنطقة الشرقية، بالخصم من رواتبهم أيام الإجازات الرسمية، بما فيها اليوم الوطني على حد قولهم، في «مخالفة» للعقود المُبرمة بينها وبين السائقين. فيما نفت المؤسسة قيامها بخصم إجازة اليوم الوطني، وإن أقرّت بخصم الإجازات «الطويلة». وأبلغ السائقون «الحياة»، أنهم سلموا إدارة المؤسسة التي تعاقدوا معها، الحافلات ومفاتيحها، إضافة إلى بطاقات المؤسسة، لإخلاء مسؤولياتهم، مطالبين بتدخل رسمي، «لإنصافهم»، وأكدوا أنهم ليس لديهم استعداد للرجوع إلى المؤسسة، «حتى ننال حقوقنا ورواتبنا كاملة». وقال السائق زايد الشمري، ل «الحياة»: «أعمل في المؤسسة منذ سنة وشهرين، براتب ألفي ريال في الشهر، ولم أستلم أنا أو زملائي السائقون الراتب كاملاً في الأشهر الماضية، ففي كل شهر يُخصم منا مبلغ معين؛ لعدم عملنا في الإجازات الرسمية، حتى أنني تسلمت في أحد الأشهر 600 ريال فقط». ويقطن الشمري، في بيت مستأجر يبلغ إيجاره الشهري 1400 ريال، ويُعدّ عمله سائق حافلة مصدر دخله الوحيد، كما أنه يُنفق على عائلة مكونة من زوجة وأبناء، وقال «قمتُ بمراجعة المؤسسة، ولم أحصل على إفادة شافية، فقط أخبروني أن فترة الإجازة كانت طويلة، وتتراوح بين 15 إلى 20 يوماً». فيما قال زميله عايد عويد، الذي لديه سبعة أبناء من بنات وبنين: «إن المؤسسة اتفقت معنا على راتب شهري قدره ألفا ريال، ولكنها لم توفِّ بذلك، وأول راتب تسلمته كان 1050 ريالاً»، لافتاً إلى أن رواتب زملائهم السائقين في المحافظات الأخرى، «لا تقل عن ثلاثة آلاف ريال»، مستدركاً «على رغم تدني الرواتب؛ لكننا لم نستلمها كاملة مرة واحدة، فهم يخصمون منا جميع الإجازات، وعند المطالبة بحقوقنا يهددونا، مضيفاً أن «السائقين اتفقوا على التوقف عن العمل، بعد اليوم الوطني، أي اعتباراً من يوم الاثنين المقبل (غداً)، وسلمنا المفاتيح والحافلات والبطاقات يوم الأربعاء الماضي». وطالب السائق خلف الشمري، بزيادة رواتبهم، لافتاً إلى أن «الحافلات غير مطابقة للمواصفات المطلوبة، كما أن السلامة مفقودة فيها»، وتمنى أن تكون الحافلات «تابعة للإدارة العامة للتربية والتعليم، وعدم التعامل مع المؤسسات الخاصة». وقال زميله أحمد الشمري: «إن تأمين الحافلة التي أقودها مُنتهي، وكذلك الفحص الدوري، مضيفاً «يفترض أن نتقاضى راتباً لا يقل عن ثلاثة آلاف ريال، فنحن لدينا التزامات، فأنا أقطن في منزل مستأجر، وأدفع كل شهر 1600 ريال، ويبلغ عدد أفراد أسرتي 16 شخصاً، ولدي زوجتان، وراتب ألفا ريال لا يكفي لمصروفات أبنائي، ولكن حتى هذا المبلغ لا أستلمه، بسبب الخصومات التي تُطاردنا». وفي المقابل نفى وكيل المؤسسة مانع العجمي، في تصريح إلى «الحياة»، قيام مؤسسته بخصم إجازة اليوم الوطني من رواتب السائقين، ولكنه أقرّ أنهم يقومون ب «خصم رواتب الإجازات الطويلة التي تتعدى ال10 أيام»، وحول كون رواتب السائقين أقل من رواتب زملائهم السائقين في المحافظات والمناطق الأخرى، قال العجمي: «سائقو المؤسسة لا يعملون 8 ساعات يومياً، كما هو حال السائقين في المحافظات الأخرى، فدوامهم جزئي، وينحصر في وقت إيصال الطالبات».