الأحلام تتحقق إذا كان خلفها فكر حكيم ورؤى بعيدة النظر يقرأ الغد ويعمل لجعل الحلم حقيقة على أرض الواقع وهذا ما حدث فعلاً. كان حلماً وأصبح اليوم حقيقة نراها ونتلمسها ونسمع عنها وتكتب عنها الصحف المحلية والعالمية والعربية، فهذا حدث رائع بكل المقاييس. 1000 يوم فقط ليتحول التراب إلى صرح علمي رائع سيجعل من ثول البلدة الصغيرة التي كانت تعرف بالدعيجيه والتي مر بها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أثناء رحلته من مكة إلى المدينة تتحول اليوم إلى مجمع عالمي، ونحن نحتفل اليوم بافتتاحه وانطلاقه والذي أثق بأن هذا الصرح سيشهد نقطة تحول كبيرة وجذرية في المجتمع السعودي والذي سيساهم في إخراج جيل مختلف وبكفاءة مختلفة وبفكر مختلف وبأحلام مختلفة أيضاً. لم تكن صدفة ان يكون اختيار يوم الافتتاح هو نفسه تاريخ توحيد المملكة العربية السعودية، بل كانت فكرة رائعة وحكيمة ليكون هذا اليوم علامة فارقة تتذكرها الأجيال على مر التاريخ. حريٌ بنا أن نفرح اليوم بتوافد ضيوفنا الأفاضل الذين أتوا ليشاركونا الفرحة والبهجة والفخر بالحدث الكبير، لن نجعل اليوم الأصوات الغاضبة ذات النظرة المحدودة والضيقة الأفق (تحد) من سعادتنا، آن الأوان لبناء مجتمع قوي ومتعلم ومثقف ومطلع على الحضارات، آن الأوان أن نؤمن أن الحياة الحقيقية على أرض الواقع لا تتحقق إلا بتضافر جهود قطبي المجتمع (الذكر والأنثى) في بنائه، لا مجال بعد اليوم للتهميش والانزواء بعيداً عن ركب العلم والحياة الطبيعية المبنية على الثقة والصدقية والاحترام والتعامل المهني الراقي المبني على معايير أخلاقية مستمدة من الفهم الصحيح لكتاب الله ونهج رسوله الكريم الذي ضرب لنا نماذج شتى عن مشاركة المرأة في الحروب والبيع والشراء وغيرها. لم تكن المرأة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مهمشة ولا منبوذة ولا بعيدة عن الحياة الاجتماعية، وإنما كانت جزءاً لا يتجزأ من المنظومة المجتمعية التي تأخذ برأيها ولا تحقرها بل وتطلب المشورة منها في كثير من الأحيان وتنفذها أيضاً. كل عام وأنت يا وطني بخير، كل عام ووالد الجميع بخير، كل عام ونحن نحلم ونحقق أحلامنا، كل عام ونحن نراها حقيقة على أرض الواقع. اليوم (الدعيجيه) عروس نحتفل بعرسها في صرح الثقافة والعلم والطموح والالتحاق بركب التطور المبني على العلم والبحث العلمي. [email protected]