بلغة الأرقام، لا تزال مسابقة «إيمي» التلفزيونية بعيدة كثيراً عن منافسة جوائز الأوسكار السينمائية، لجهة أعداد مشاهدي حفلة توزيع الجوائز على شاشة التلفزيون، فحفلة «إيمي» للعام الماضي جذبت 12,4 مليون مشاهد في الولاياتالمتحدة، مقابل 76 مليوناً لحفلة الأوسكار الأخيرة. لكن التحضيرات التي تسبق حفلة «إيمي» أصبحت تقترب في ضخامتها والدعاية المخصصة لها من حفلات جوائز الأوسكار السينمائية، ليعكس هذا الاهتمام المكانة البارزة التي احتلها التلفزيون في العقد الأخير، ليس فقط كجهاز للترفيه، وصف لسنوات بالغباء، بل كوسيلة إعلامية تعد الأكبر والأكثر تأثيراً في العالم، وتستحق احتفالاً تلفزيونياً ضخماً يليق بمبدعيها ونجومها. وعلى خلاف جوائز الأوسكار السينمائية، تنقسم مراسيم توزيع جوائز «إيمي»، التي تقدمها جمعية الفنون الابداعية التلفزيونية الأميركية، على بضعة أمسيات، إذ وزعت في وقت سابق من الأسبوع الماضي جوائز الأقسام الفنية والتقنية، وهناك قسم خاص لجوائز إيمي العالمية التي تخصص لأعمال تلفزيونية من حول العالم، وجوائز خاصة للبرامج التي تعرض خلال فترات الصباح والظهيرة، فيما يتوجه معظم الاهتمام التلفزيوني لتوزيع جوائز «إيمي» للبرامج التي تعرض في أوقات الذروة، والتي سيعلن عنها مساء اليوم على قناة «أي بي سي» الأميركية، ويقدمها المقدم الكوميدي التلفزيوني المعروف جيمي كيميل. واللافت في ترشيحات هذا العام- وهي الدورة الرابعة والستون من عمر الجوائز- تراجع عدد الأعمال المنتجة عن طريق القنوات الأميركية التقليدية ( «أي بي سي»، «سي بي أس» و«أن بي سي») والمتنافسة على الجوائز المهمة. فقائمة المسلسلات الدرامية الطويلة لا تضم أي مسلسل لتلك القنوات، كذلك تخلو قائمة الترشيحات لأفضل ممثل في مسلسل درامي من أعمال معروضة على تلك القنوات، والتي مازالت تجذب برامجها الجمهور الأكبر في الولاياتالمتحدة. في المقابل تواصل قنوات الكيبل الأميركية الصغيرة ( تتطلب مشاهدتها اشتراكات خاصة) تحقيق نجاحات كبيرة، ومتواصلة منذ اكثر من عقد تقريباً، فقناة «اتش بي أو» الأميركية حصلت على 81 ترشيحاً في فئات الجوائز المختلفة (لتتصدر قائمة القنوات بأكبر عدد من الترشيحات) وتفوقت قناة «أي أم سي» الصغيرة نسبياً على قناة «فوكس»، إذ نالت برامج لها 34 ترشيحاً مقابل 26 لقناة «فوكس». ومن برامج قناة «أي أم سي» المتنافسة، مسلسلات تحصل على نجاحات كبيرة في الدول الأوروبية، مثل مسلسل «رجال مجانين» الذي حصل على 17 ترشيحاً (الأكبر في عدد الترشيحات)، ومسلسل «بريكينغ باد» الذي حصل على 13 ترشيحاً. وإذا كانت القنوات الأميركية التلفزيونية التجارية الكبيرة خسرت المنافسة هذا العام بفئات المسلسلات الدرامية الطويلة والقصيرة (بعدد الحلقات)، فهي في المقابل حافظت على هيمنتها على فئات برامج الترفيه والمسلسلات الكوميدية وبرامج تلفزيون الواقع. إذ تنافس برامج مثل «الرقص مع النجوم» لقناة «أي بي سي» و»هل تعتقد إنك قادر على الرقص..؟» لقناة «فوكس» على جائزة افضل برنامج مسابقات في فئة برامج تلفزيون الواقع. وتطل برامج «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) عبر الجوائز التلفزيونية الأميركية الأكثر شهرة، بمسلسلات وبرامج يعرض بعضها على قناة «بي بي سي أميركا»، وأيضاً عبر قنوات أميركية اشترت البرامج البريطانية. ففي فئة افضل مسلسل درامي قصير ينافس مسلسل «لوثير»، كذلك تنافس برامج الحيوان والطبيعة التي تشتهر بها قنوات «بي بي سي» على بضع جوائز في فئات التصوير والصوت. فيما ينافس مسلسل «داون تاون آبي» الذي أنتجته قناة «أي تي في» البريطانية التجارية، على جائزة أفضل مسلسل طويل، ليضيف نجاحاً إلى نجاحاته العالمية، إذ يعرض باهتمام كبير منذ ثلاث سنوات على شاشات تلفزيونية في اكثر من دولة أوروبية.