أعلن مجلس محافظة البصرة أنه في صدد بناء أول سد في جنوب العراق، فيما حذرت أطراف سياسية في المدينة من آثار سلبية لهذه الخطوة. وقال عضو مجلس المحافظة غانم المالكي ل «الحياة» إن «نهري دجلة والفرات سيدخلان المرحلة الحرجة في السنوات المقبلة باقترابهما من الجفاف لذلك قرر المجلس إنشاء أول سد قرب ميناء أبو فلوس التجاري الواقع جنوب شرقي المحافظة». وأضاف «كان هناك اقتراح لبناء السد قرب مدينة الفاو في أقصى جنوب العراق قرب الحدود الكويتية ولكن ملف ترسيم الحدود بين البلدين قد يعيق المشروع». وتابع إن «مجلس المحافظة أوصى الحكومة المركزية بتوفير كلفة إنشاء السد من الموازنة التكميلية الاتحادية». وكانت محافظة البصرة تعرضت خلال الأعوام الأربعة الماضية إلى شح حاد في المياه الصالحة للري بسبب تقدم اللسان الملحي القادم من الخليج العربي في مجرى شط العرب. إلى ذلك، قال النائب عن البصرة حسين المنصوري ل»الحياة» إن «إقامة السد في البصرة قد يتسبب في حدوث زلازل على المدى الطويل». وأضاف «كان هناك اجتماع لكتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري لمناقشة المشروع وكان رأي الكتلة أن هناك أضراراً جيولوجية قد يحدثها بناء السد». وتابع «على الحكومة أن تبذل جهداً سياسياً لزيادة وارداتها المائية لا أن تقوم بمشاريع كلفتها طائلة في ظل تراجع مستوى الخدمات في البلاد». أما رئيس مجلس المحافظة صباح البزوني فقال إن «مشروع السد الذي سيقام قرب ميناء أبو فلوس ليس هو الوحيد في البصرة التي ستعاني من مشاكل جفاف كبيرة». وأوضح أن «هناك سداً آخر للمياه القادمة من الخليج والمبازل الإيرانية الواقعة شرق المحافظة لمنعها من الوصول والامتداد إلى الأراضي الزراعية فقد خسر مالكوها بسبب هذه المبازل الإيرانية وأصبحت غير صالحة للزراعة».