بودي أن أقول لأميركا وللغرب، على وجه العموم، حكومات وشعوباً، إن نبينا محمد «صلى الله عليه وسلم» أرسله الله رحمة للعالمين (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، وامتدحه في كتابه الكريم، وأثنى عليه، حين قال جلّ من قائل: (وإنك لعلى خلق عظيم)، يجب أن تفهموا أنه لا يمكن لأي مسلم أن يقبل أن يسمع أو يرى إساءات للنبي «صلى الله عليه وسلم» من أي كائن كان، تحت ذريعة حرية الرأي والتعبير في بلادكم، أو لا تأخذه حال من الغضب، وثورة المشاعر، عندما يرى تجاوزات لا تليق بحق نبيه، أو تمس دينه بسوء، سواء كانت تلك التجاوزات والإساءات أقوالاً أو أفعالاً، التي تكرر ظهورها بين فترة وأخرى من متطرفين أميركيين وغربيين، وبدعم رجال مال يهود وأقباط، كما حدث أخيراً في فيلم يسيء للنبي «صلى الله عليه وسلم»، تعكس الحقد الدفين الذي يسكن قلوب منتجي الفيلم، وكل من يسيء إلى الإسلام والمسلمين، مرة في كتابات مسيئة تحمل الكراهية للإسلام، ومرات أفلام ورسوم كرتونية، تحمل مضامين إساءة وتشويه وتجاوزات على مقدسات المسلمين، وهي تعد خطاً أحمر يجب عدم النيل منها أو التطاول عليها، لأنه حينما تتركون للمتطرفين عندكم أن يمارسوا ذلك العبث، فأنتم تؤججون في قلوب العرب والمسلمين مشاعر الكراهية تجاهكم، وتتيحون الفرصة للمتطرفين أن ينتهزوا سماحكم لنشر تلك الإساءات، أن يقترفوا أعمال عنفٍ تجاه سفاراتكم ومصالحكم ورعاياكم، كما حدث أخيراً في بنغازي. نعلم حق العلم أن الدين الإسلامي العظيم لا يقر ولا يدعم أي أعمال عنف من أي مسلم يعلم حقيقة دين الإسلام الذي يدعو إلى التآخي، لكنها ردّات فعل يشوبها الغضب والحماسة والعنف، ينتج عنها مهاجمة مصالحكم، وقد يذهب فيها بعض من لم يحمل ذنباً من شعوبكم في ما يحدث من إساءات تجاه الإسلام والمسلمين ومقدساتهم، بل بعض رجالاتكم ونسائكم الناشطين في حقوق الإنسان والداعمين لحقوق العرب والعارفين عدالة قضاياهم، لهم مواقف مشرفة تجاه قضايا العرب والمسلمين. نقولها صراحة، لا ريب أن مواقفهم أكثر شجاعة من بعض العرب من أصحاب القضية وأهلها، الذين تخاذلوا عن قضاياهم المصيرية وتفرغوا لمحاربة بعضهم بعضاً، والتآمر على بعضهم البعض، فقليل من التعقل والحكمة يجنبكم الكثير من المتاعب وكراهية غيركم لكم، فأنتم تقتلون في كل مكان من المسلمين تحت دعاوى محاربة الإرهاب، وكثيراً ما راح في حربكم هنا وهناك رجال ونساء وأطفال أبرياء من المسلمين، وحينما يُقتل أميركي أو غربي تقيمون الدنيا ولا تقعدونها! بودي أن أقول لكم، وقد رفعتم سؤالاً من قبل تتساءلون عبره بقولكم «لماذا يكرهوننا؟»، أن أعيدوا السؤال وتأملوا في مواقفكم من قضايا العرب، واستعمالكم «الفيتو» عند كل إدانة للعدوان الإسرائيلي على العرب، ولا تعطوا المتطرفين فرصة النيل والتطاول على الإسلام ومقدسات المسلمين، لأن عواطفهم لن تحتمل رؤية من يخدش مشاعرهم بالتطاول والنيل من كل مقدس، ولعلكم تذكرون من دعا إلى ضرب مكةالمكرمة والمدينة المنورة، ومن دعا إلى احتفالية لحرق القرآن، ومن استهزأ بالرسول الكريم، ورسم رسوماً حاقدة تعبر عن كرهه للإسلام. [email protected]