تناقلت مختلف وكالات الأنباء العالمية المقروءة والمرئية دعوة "القس تيري جونس" الأمريكي راعي كنيسة - دوف جينشفيل بولاية فلورايدا - إلى ما أسماه بحفلة لتمزيق القرآن الكريم الكتاب المقدس لدى المسلمين وذلك يوم الحادي عشر من سبتمبر بمناسبة ذكري العدوان علي برجي التجارة بنيويورك، وأنا أدعوكم للتأمل في هذا التطرف البغيض لإنسان يقول أنه ينتمي لإحدى دول العالم الأول المتحضر وماعلم بأنها دعوة تنضح بالتعصب والتطرف وكراهية الآخر ثم وإنه لمنتهى التناقض الذي يعيشه الغرب خصوصا المتطرفون الذين يغذون إعلام بلدانهم ببرامج التطرف والكراهية للإسلام والمسلمين ويحاربون كل مظهر يرمز إلى الإسلام أو تعاليمه التي يحرص كل مسلم ومسلمة على تطبيقها واتباعها أينما كانوا كالحجاب مثلا وفوق هذا لا يترددون في وصف كل مسلم بالإرهابي والمتطرف ويطاردونه أينما حل وارتحل ويصفون الإسلام بدين الإرهاب ودين التطرف وينسون مواقف بلدانهم وحكوماتهم من قضايا العرب وبالأخص قضية فلسطين ويغضون الطرف عن ماتنتجه مكنة الإعلام لديهم في هوليوود وغيرها من أفلام تحث على الكراهية والاستهزاء بالإسلام والعرب وعن رسوم كرتونية تسخر من النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومن رموز الإسلام تنشر في صحافتهم تحت ما يسمى بالحرية في التعبير وعندما يكون الحجاب حرية دينية يعلنون الحرب عليه ويستنفرون كل مجالسهم وبرلماناتهم وقراراتهم لمنعه ويصفونه بمستعبد المرأة، ويعلنون الحرب على المساجد ويدعون إلى منع أصوات الأذان وهو يصدح بالله أكبر ثم يتساءلون لماذا يكرهوننا؟ فهل فكر القس تيري بأن ما سيقوم به تجاه كتاب المسلمين المقدس هو نوع من الإرهاب ونوع من العنف الذي لن يقابل إلا بعنف مضاد وزيادة في الكراهية والبغض له ولحكومة مازالت تناصر دولة البغي والعدوان إسرائيل مفضلة ذلك الموقف على موقف حازم تتخذه تجاه المعتدي والمحتل من أجل فرض السلام العادل في منطقة الشرق الأوسط "المنطقة العربية" وقيام دولة فلسطين فوق أرضها ووفق حدود معترفة كاملة السيادة وأن العرب والمسلمين لن يقبلوا بغير هذا وإن تخلت بعض الأطراف بما يشبه التنازل عن حقوق هي من حق الشعب الفلسطيني والذي لن يرضى بأقل من دولة فلسطينية عاصمتها القدس وعودة اللاجئين إلى أرضهم وإلا فعربة السلام لن تسير نحو الاستسلام الذي يريدونه للفلسطينيين.