هاجم مسلحون يمنيون قوات الأمن المتمركزة في محيط مبنى السفارة الأميركية في صنعاء، فردت عليهم وقتلت أحدهم وجرحت آخر، في وقت كان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي يستقبل السفير الأميركي في اليمن جيرالد فايرستاين ويبحث معه في التعاون بين واشنطن وصنعاء خصوصاً لجهة حماية السفارة الأميركية وديبلوماسييها على خلفية التظاهرات الغاضبة التي شهدتها العاصمة الأسبوع الماضي احتجاجاً على الفيلم المسيء للرسول (محمد صلى الله عليه وسلم). وأوردت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» أن السفير الأميركي سلم الرئيس هادي رسالة خطية من الرئيس باراك أوباما أكد فيها رفضه الفيديو البغيض المتداول على الشبكة العنكبوتية والذي يشكل إساءة للإسلام والقيم الأميركية في شأن حرية العقيدة، رافضاً أي تبرير للعنف ضد الأبرياء. وكان السفير الأميركي أصدر بلاغاً صحافياً في وقت سابق أكد فيه أن قوة «المارينز» التي وصلت إلى صنعاء قبل أيام، عددها محدود ومهمتها موقتة وتقتصر على تأمين المرافق الديبلوماسية التابعة لحكومة بلاده، وأن وصولها إلى اليمن جاء بالتشاور مع السلطات اليمنية. وأثار وصول قوات من «المارينز» إلى صنعاء جدلاً سياسياً وشعبياً، حيث رفض البرلمان اليمني أي وجود عسكري على الأراضي اليمنية مهما كان حجمه، فيما أكدت الحكومة اليمنية أن تلك القوات محدودة ولا تتجاوز 50 جندياً مهمتهم تقتصر على تأمين السفارة إثر حادث اقتحامها الخميس الماضي من قبل محتجين غاضبين. إلى ذلك اعتبر علماء دين ووجهاء قبائل أن قوات «المارينز» التي جاءت إلى اليمن قوات عدائية محاربة، وفي حال بقائها يجوز استخدام القوة ضدها لإخراجها من اليمن، مطالبين في الوقت نفسه تنظيم «القاعدة» بإطلاق سراح ديبلوماسي سعودي ومدرّسة سويسرية يعتقلهما التنظيم في مكان مجهول منذ شهور بجنوب اليمن. وجاء هذا الموقف في اجتماع تشاوري عقد الأربعاء في صنعاء دعت له «هيئة علماء اليمن» التي يرأسها الشيخ عبدالمجيد الزنداني رئيس جامعة الإيمان. وانتقد المجتمعون دخول قوات «المارينز» إلى اليمن، كما دعوا إلى وقف الهجمات الأميركية بطائرات من دون طيار في اليمن، مؤكدين أنه لا يجوز قتل أي يمني خارج نطاق القضاء.