تفاقمت في اليمن أزمة قوات المارينز الوافدة إلى صنعاء بعد وصول قوات إضافية من مشاة البحرية الأمريكية رغم الرفض الشعبي والحزبي والبرلماني للتواجد العسكري الأمريكي على الأرض اليمنية. وكشف مسؤول في الاستخبارات اليمنية ل»الشرق» أن تقريراً استخباراتياً تم رفعه بصورة عاجلة إلى القيادة السياسية العليا يفيد أن تنظيم القاعدة وحركة الحوثيين هما المستفيدان الأولان من وجود المارينز بصورة علنية في اليمن. وقال المسؤول إن الحوثيين اتخذوا من وصول قوات المارينز لحماية السفارة الأمريكية مبررًا للترويج لشعاراتهم حيث شهدت التظاهرات التي خرجت ضد الفيلم المسيء للرسول ترديد شعارات الحوثيين في غالبية مناطق اليمن «وهي الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود، النصر للإسلام» . وحسب المسؤول في الاستخبارات اليمنية فقد تزامنت التظاهرات في اليمن مع احتفال الحوثيين بذكرى إطلاق شعارهم الذي يطلقون عليه «الصرخة» وهو الشعار الذي أطلق شرارة ستة حروب في اليمن بين الحكومة والحوثيين. وقال المسؤول إن أي عمليات لتنظيم القاعدة تستهدف جنود المارينز في اليمن ستحظى بقبول شعبي كبير وهو ما سيرفع شعبية تنظيم القاعدة بعد أن كان التنظيم خسر كثيراً من التأييد إثر العمليات التي استهدف فيها جنودا وقيادات لها شعبية واسعة في الأوساط الشعبية.وأضاف المسؤول في الاستخبارات اليمنية أن التقرير طالب السلطات العليا بسرعة معالجة قضية وصول المارينز إلى اليمن بطريقة لاتؤثر على الوضع الأمني في البلد خصوصا وأن هناك قوات أمريكية كافية في السفارة ولاتحتاج السفارة لقوات إضافية. وكشفت مصادر تحدثت ل»الشرق» أن نحو 900 جندي وخبير عسكري أمريكي موجودين في اليمن بعضهم في قاعدة العند العسكرية بمحافظة لحج القريبة من مدينة عدن ويعملون في إطار الحرب على القاعدة إضافة إلى أعداد أخرى موجودة في المصالح الأمريكية بصنعاء وبصورة سرية. وبلغت القوات التي أرسلت مؤخرا إلى اليمن حسب مصادر «الشرق» مائتي فرد من المارينز وصلوا صنعاء على دفعات متفرقة آخرها وصل فجر أمس. ويواجه الرئيس عبد ربه منصور هادي ضغوطا شديدة من قبل مختلف القوى السياسية والشعبية بعد قبوله دخول قوات أمريكية على الأرض اليمنية لممارسة نشاط عسكري ضد تحركات شعبية يمنية غاضبة من إنتاج فيلم مسيء وضاعف مجلس النواب من الضغوط على الرئيس بإصداره بيانا فاجأ الجميع طالب فيه طرد أي وجود عسكري أمريكي على الأرض اليمنية. وقال مجلس النواب في بيان له إنه لا يقبل أي وجود أجنبي على أراضي الجمهورية اليمنية سواء كان صغيرا أو كبيرا تحت أي ذريعة ويطالب برحيل هذه القوات، خاصة وحدة المارينز التي أعلن عن وصولها مؤخرا ويطالب الحكومة القيام بواجبها في حماية السفارات وتأمين حياة السفراء والدبلوماسيين من الأشقاء والأصدقاء والضيوف. كما رفض النواب مهاجمة السفارات والاعتداء عليها وعلى السفراء والدبلوماسيين وأكد على حق الاحتجاج بالطرق السلمية التي تتفق مع الدستور والقانون بعيدا عن العنف ويأسف على الضحايا الذين سقطوا في مهاجمة السفارة الأمريكية ويطالب بإعلان نتائج التحقيق من اللجنة التي شكلها رئيس الجمهورية بهذا الصدد.