استمرت أمس التظاهرات المنددة بالفيلم المسيء الى الاسلام في العديد من الدول الإسلامية، خصوصاً في باكستان وأفغانستان حيث سقط مزيد من الضحايا، في حين لوحظ انحسارها في شكل كبير في الدول العربية وسط إجراءات للتعاطي مع تداعياتها. وكان أبرز ما تم في هذا المجال إقالة مسؤولين أمنيين في شرق ليبيا على خلفية ملابسات مقتل السفير الأميركي كريس ستيفنز في بنغازي قبل أسبوع، في حين طوّق ألف من قوات الأمن التونسية مسجداً للسلفيين في العاصمة على خلفية التظاهرات الدموية التي شهدها محيط سفارة الولاياتالمتحدة يوم الجمعة. وقال شاهد من «رويترز» إن زعيماً سلفياً تونسياً هرب من المسجد خلال محاصرته من قوات الأمن سعياً إلى اعتقاله على خلفية اشتباكات السفارة الأميركية. وتمكن سيف الله بن حسين زعيم فرع جماعة «أنصار الشريعة» في تونس من الفرار بعدما اقتحم المئات من اتباعه مسجد الفتح في العاصمة وكان بعضهم يحمل العصي ما أثار الفزع بين المارة. وقال شهود إنه قبل ذلك بدقائق تراجع نحو ألف من قوة شرطة مكافحة الشغب وقوات مكافحة الارهاب لنحو 200 متر من المسجد لأسباب غير معروفة. وقال مصدر أمني ل «رويترز» إن بن حسين المعروف أيضا بأبي عياض مطلوب القبض عليه بسبب الاحتجاجات. وقُتل شخصان وأصيب 29 آخرون بجروح عندما فتحت الشرطة النار أثناء قيام المتظاهرين بنهب السفارة الأميركية احتجاجاً على الفيلم المسيء للنبي محمد. ودعمت جماعة «أنصار الشريعة» دعوة على موقع «فيسبوك» الإلكتروني للتواصل الاجتماعي للاحتجاج على الفيلم القصير الذي أنتج بأموال خاصة في الولاياتالمتحدة ونشر على الإنترنت. ويشتبه مسؤولون ليبيون في وقوف فرع «أنصار الشريعة» في ليبيا وراء هجوم أسفر عن مقتل السفير الأميركي وثلاثة آخرين من مواطنيه في احتجاجات ضد الفيلم الأسبوع الماضي. وفي هذا الإطار، قال وزير الداخلية الليبي فوزي عبدالعال ل «رويترز» إن ليبيا أقالت اثنين من قادة الأمن في بنغازي بعد الهجوم على قنصلية أميركا. ومن المقرر أن يحل صلاح الدين دغمان وهو ضابط برتبة عقيد محل مساعد وزير الداخلية لمناطق شرق ليبيا ونيس الشارف ومدير الأمن الوطني في بنغازي حسين بوحميدة. وقال عبدالعال إن قرار إقالة الشارف ومدير الأمن الوطني اتخذ الأسبوع الماضي. وفي الجزائر، لوحظ أن مسؤولاً كبيراً كرر انتقاد بلاده ل «الربيع العربي» الذي أطاح أنظمة مجاورة. وقال رئيس البرلمان محمد العربي ولد خليفة: «سرعان ما تحول الربيع في البعض من تلك البلدان إلى عواصف تنذر بأن لا يكون الوضع الراهن أفضل من السابق إن لم يكن أسوأ». وفي صنعاء، تظاهر مئات من الطلاب «سلمياً» في جامعة العاصمة اليمنية أمس، ورددوا شعارات مثل «إرحل يا عبد الشيطان، يا سفير الأميركان». كذلك، لبى مئات من الفلسطينيين دعوة وجهتها وزارة الأوقاف للاعتصام في رام الله، وطالب وزير الأوقاف والشؤون الدينية محمود الهباش الولاياتالمتحدة بتقديم اعتذار عن الفيلم. وتجددت المواجهات في العاصمة الأفغانية كابول، حيث جرح 54 شرطياً تعرضوا لرشق بالحجارة وضرب بالعصي، كما لحقت اضطرار بآليات عسكرية ومركز أمني ومتاجر ومبنى لشركة أجنبية خاصة. وطاول العنف خلال الاحتجاجات على الفيلم، قاعدة «كامب فينيكس» العسكرية الأميركية في العاصمة. وفي باكستان، قتل متظاهران في مسيرات شهدها إقليم خيبر باختونخوا القبلي (شمال غربي البلاد). وأكدت الشرطة أن شخصاً اطلق النار على رجالها، ما اضطرهم إلى الرد بالمثل فقتلوه، خصوصاً بعد حرق أحد مراكزهم اضافة إلى مقر نادي الصحافيين ومنزل قاضٍ وسيارات. وأكدت إيران أنها «ستلاحق» منتجي الفيلم الذين لا تزال هويتهم غامضة، فيما أيدت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل منع عرض الفيلم، وحرمان القس الأميركي تيري جونز الذي له علاقة به من دخول بلدها. وأعلنت النيابة العامة الروسية عزمها على منع عرض فيلم «براءة المسلمين» عبر ادراجه على قائمة الأعمال المتطرفة.