بروكسيل، لندن – «الحياة، أ ف ب، رويترز يو بي اي - يحيي قادة منظمة الحلف الاطلسي (ناتو) اليوم وغداً، الذكرى الستين لانشاء التحالف الذي يرهن صدقيته بالكامل الآن بمواجهة متمردي حركة «طالبان» في افغانستان. ويشارك في القمة التي تعقد في مدينتي ستراسبورغ وكيل على الحدود الفرنسية – الالمانية 28 دولة، بعدما ضم الحلف اول من امس دولتين جديدتين هما: البانيا وكرواتيا، في عملية التوسع الخامسة في تاريخه والثالثة منذ انتهاء الحرب الباردة عام 1990 ويتوقع ان يطلب الرئيس الاميركي الجديد باراك اوباما الذي يحضر القمة للمرة الاولى من حلفائه الاوروبيين تقديم مزيد من الدعم للحكومة الافغانية، علماً ان الحلف الاطلسي ينفذ في افغانستان منذ عام 2003 اضخم عملية عسكرية في تاريخه، ويواجه حركة تمرد متنامية يخوضها عناصر «طالبان» وجماعات مسلحة اخرى، مستخدمين باكستان قاعدة خلفية لهم. وسيبت اوباما في الخريف المقبل في مسألة ارسال عشرة آلاف جندي اميركي اضافي الى افغانستان، بحسب ما صرح الجنرال ديفيد بترايوس، قائد القيادة الاميركية الوسطى وميشال فلورنوي، مساعدة وزير الدفاع، خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ في واشنطن اول من امس، في وقت ستزيد هذه القوات فعلياً اكثر من 21 الفاً هذه السنة وصولاً الى رفع عدد جنود «الاطلسي» الى 68 ألف جندي بهدف ضمان خروج مشرف لقوات التحالف من افغانستان في المستقبل بعد التغلب على خطر «طالبان» وحليفها تنظيم «القاعدة». ولقيت الرسالة التي وجهها اوباما في الاجتماع الخاص بباكستان الذي عقد في لاهاي الثلثاء آذانا صاغية لدى المشاركين الذين وعدوا بتعزيز الشقين المدني والعسكري من تحركهم في هذا البلد، وتحسين التنسيق بينهم. ويتوقع ان يؤكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي على هذه الارادة الطيبة باعلانه في ستراسبورغ ارسال بلاده 150 عنصراُ من افراد الدرك الى افغانستان, فيما ستعلن اربع دول اخرى هي: اسبانيا وايطاليا وهولندا والبرتغال، ارسال 300 عنصر امن. وانتقد وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس عدم كفاية مساهمات الأوروبيين في أفغانستان، داعياً خصوصاً إلى زيادة المساعدات المالية لتوسيع الجيش الأفغاني ونشر خبراء مدنيين في قطاعات مثل الزراعة والصحة وتوفير مياه نظيفة، إضافة إلى تخصيص مدربين للشرطة الأفغانية. وقال: «لا يبذل القادة الاوروبيون باستثناء البريطانيين جهوداً كافية لاقناع الناخبين بالحاجة الى كسب الحرب في أفغانستان، وبأن الهجمات التي مدريد عام 2004 ولندن عام 2005 كان مصدرها منطقة الحدود الباكستانية الأفغانية». وسيخصص الاجتماع لعودة فرنسا الى القيادة العسكرية للحلف بعد 43 سنة على خروجها منها في عهد الرئيس السابق شارل ديغول، ما يمهد لفتح صفحة جديدة في العلاقات الفرنسية - الأطلسية، وذلك سنوات من التوتر بسبب الحرب على العراق عام 2003. ورأت أوساط فرنسية مطلعة ان القمة تأتي أيضاً في ظل تغيير على صعيد الديبلوماسية الأميركية، التي تميل الى التعددية بخلاف عهد الرئيس السابق جورج بوش، وفي ظل تغيير كبير لطبيعة التهديدات في العالم. وأضافت أن العنصر الآخر الذي ستلحظه القمة هو بروز الاتحاد الأوروبي كعنصر فاعل على صعيد الأمن الدولي، ما يستدعي تحقيق تكامل أفضل بين حلف الأطلسي وأوروبا. واعتبرت ان الرهان المطروح على قمة ستراسبورغ هو تسريع وتيرة تجديد الحلف الذي بدأ في قمة براغ عام 2002 وتحديد مفهوم استراتيجي جديد له، كون الحلف يستند حالياً الى مفهوم حدد سنة 1999 أي قبل 11 أيلول (سبتمبر) وحرب أفغانستان، وبروز الملف النووي الإيراني وغيره. ومن الملفات الكبرى الاخرى المطروحة على القمة العلاقات المتقلبة بين الحلف وروسيا. وقرر وزراء خارجية الحلف في الخامس من آذار (مارس) الماضي معاودة الاتصالات الرسمية مع روسيا بعد خلاف نشب في شأن النزاع بين روسيا وجورجيا في آب (اغسطس) الماضي. وليس مؤكداً ان القمة ستعين امينا عاماً جديداً للحلف مع اقتراب انتهاء ولاية دي هوب شيفر في 31 تموز (يوليو) المقبل. ولوحت تركيا باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد المرشح الاوفر حظاً لخلافته رئيس الوزراء الدنماركي اندرس فوغ راسموسن، بعدما رفض ادانة نشر الرسوم المسيئة للاسلام في صحيفة دنماركية عام 2006. اجتماع أنقرة وفي ختام القمة الثلاثية التركية – الافغانية – الباكستانية التي عقدت في انقرة اول من امس، تعهدت إسلام آباد وكابول تعزيز التعاون في محاربة «طالبان» وتنظيم «القاعدة»، ما يستكمل خطوات تحسين العلاقات السياسية والعسكرية بين الدولتين الجارتين بعد تولي الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري زمام السلطة منتصف العام الماضي، وذلك بعد سنوات من تبادل الاتهامات حول عدم بذل جهود كافية لمكافحة الارهاب. وأفاد بيان صدر بعد الاجتماع بأن «وزراء الخارجية وقادة الجيش والاستخبارات في باكستانوأفغانستان وتركيا سيجتمعون مرة سنوياً لتوسيع التعاون». وقال شاه محمود قرشي وزير الخارجية الباكستان: «نستطيع العمل جماعياً من أجل الاستقرار والامن في المنطقة»، فيما رأى ديبلوماسي تركي أن «الاجتماع شكل وسيلة جيدة لتسوية معوقات في العلاقات بين باكستانوأفغانستان». واجتمع مسؤولون من أنحاء العالم في لاهاي الثلثاء في مؤتمر دعمته الأممالمتحدة في شأن افغانستان، ودعت فيه الولاياتالمتحدة الى تقديم دعم دولي لهزيمة المتشددين في افغانستانوباكستان.