طلب وزير الصحة العامة والسكان اليمني أحمد قاسم العنسي من وزير الصحة السعودي عبدالله الربيعة الاستعانة بالخبرات السعودية، لتشغيل المستشفيات اليمنية وتوفير الكادر الصحي والمعدات الطبية، عازياً ذلك إلى أن وزارة الصحة السعودية لها خبرة كبيرة في هذا المجال، ويمكنها إدارة الأموال التي خصصها لها مؤتمر المانحين الذي أقيم في الرياض أخيراً. وأكد العنسي ل «الحياة» أنه تحدث مع الربيعة في هذا الخصوص الأسبوع الماضي، مشيراً إلى أن الأموال التي قدمتها السعودية لليمن خلال مؤتمر المانحين بلغت 3.4 بليون دولار، وتحتاج وزارة الصحة اليمنية إلى 1.2 بليون دولار منها كي تسد الفجوة الصحية. وقال العنسي: «في الأحوال العادية ستأخذ هذه الأموال مساراً طويلاً، وتمر عبر جهات عدة تأخذ كل منها حصتها ولا يبقى للمشاريع الفعلية إلا القليل، ولذلك طرحت هذه الفكرة على الحكومة اليمنية كي لا تدخل في دوامة ضياع المنح المقدمة، ويكون هناك شفافية وتعجيل في تنفيذ المشاريع، خصوصاً أن السعودية تعرف تماماً حاجات اليمن وهي الأقدر على تلمس الجراح ومداواتها». وتطرق إلى تفاصيل المحادثات التي أجريت مع نظيره السعودي، مشيراً إلى أنه طلب أن تتولى وزارة الصحة السعودية التشغيل الطبي لمستشفيات اليمن، ويدخل ذلك ضمن النفقة التشغيلية، بما في ذلك أي نقص في الكوادر الطبية من ممرضين وأطباء وخلافه، وأن تتولى شراء المعدات الطبية وما ينقص المستشفيات، وبهذا سيتجنب اليمن الوضع الذي يمر به بشكل كامل. وحذّر من خطورة الوضع الصحي في اليمن بعد الأحداث التي شهدتها البلاد العام الماضي. وأضاف: «لم نكن حين بدأت الأحداث وصلنا إلى ما نطمح إليه فزاد الأمر سوءاً، ومنذ تسلمي هذا المنصب أحاول لملمة الجراح، وإعادة الوضع الصحي إلى ما كان عليه في شهر كانون الثاني (يناير) 2011»، لافتاً إلى أن ما زاد الوضع سوءاً المطالب الفئوية التي غلبت على المطالب القانونية، فأصبح الكادر الطبي غير فعّال، لأنه يعمل لشخصيات وفئات معينة على حساب أصحاب الحاجة الفعلية، مستشهداً بالمشاريع التي أوقفت على مستوى اليمن، وبعضها أنجز منه نحو 80 في المئة، ولم يبقَ لتشغيله سوى استيراد المعدات. وكان فريق طبي سعودي مكون من 70 طبيباً استشارياً وفنياً واختصاصياً من مختلف مستشفيات المملكة المتخصصة بجراحات وعلاج أمراض القلب وصل إلى العاصمة اليمنية صنعاء الأسبوع الماضي، في زيارة تستغرق نحو ثلاثة أسابيع، وتستهدف إجراء جراحات قلب مفتوح للأطفال.