رحب رئيس الوزراء المنشق عن النظام السوري رياض حجاب أمس بأية جهود تهدف إلى توحيد المعارضة السورية سياسياً وعسكرياً. وقال بيان صادر عن مكتب حجاب في عمان إنه «يتحرك في لقاءاته مع الجهات ذات العلاقة، من باب المساهمة في تحقيق ذلك الهدف»، لافتاً الى انه لم يتم التوصل بعد الى اتفاقات في هذا المجال، مؤكداً أن حجاب «كان ولا يزال يعتبر نفسه جندياً في خدمة الثورة السورية». ورأى حجاب في البيان الذي تلقت «الحياة» نسخة منه أن الثورة «شارفت على تحقيق أهدافها في الحرية والتحرر، ولم يعد النظام بمنأى عن ضربات الثوار في أي منطقة سورية، مما جعله في عزلة داخلية وخارجية». وأشار حجاب إلى أن توحيد الصف سياسياً وعسكرياً «سيقرب لحظة الانتصار، ويوفر على الشعب السوري كثيراً من التضحيات، وهو الهدف الذي نذرنا أنفسنا من أجله». ونفى رئيس الوزراء المنشق سعيه إلى إقصاء أي فصيل أو شخصية سياسية معارضة، مؤكداً احترامه للأدوار التي تقوم بها قوى المعارضة المختلفة. وجاءت تصريحات حجاب عقب تقرير نشرته «الحياة» قبل أيام عدة تضمن تفاصيل لقاءات «سرية» تجرى في عمان بين عدد من قوى المعارضة، بهدف توحيد الفصائل السورية وخلق إطار جامع يكون بديلاً من «المجلس الوطني السوري» بقيادة رياض حجاب. وهو ما أكدته ل «الحياة» شخصيات معارضة شاركت في تلك اللقاءات. وكان ياسر عبود قائد العمليات الميدانية في «الجيش السوري الحر» في المنطقة السورية الجنوبية، والموجود في عمان حالياً، قال «إن اللقاءات المذكورة انطلقت في العاصمة الأردنية الأسبوع الماضي وما زالت مستمرة». وأكد عبود، قائد المجموعة التي نجحت في تهريب حجاب إلى الأردن، في تصريحات خاصة ل «الحياة» ان «رياض حجاب سيتولى القيادة السياسية للكيان السوري الجديد». وزاد: «اتفقنا على الخطوط العامة للمرحلة المقبلة وما زلنا نبحث التفاصيل». لكن هذه التصريحات أثارت استياء الكثير من القوى التي اجتمعت في عمان، وفق مصادر في المعارضة السورية، إذ إن تلك القوى كانت تسعى للحفاظ على سرية اللقاءات. وقال مصدر بارز في المعارضة السورية وأحد أبرز المشاركين في تلك الاجتماعات ل «الحياة» إن «المعلومات التي تم الكشف عنها أثارت الاستياء لدى بعض المجتمعين، لا سيما رياض حجاب نفسه». وأضاف ان «البعض تخوف من أن تفهم اللقاءات المذكورة على أنها محاولة للانقلاب على قوى المعارضة الأخرى». وكانت «الحياة» نشرت معلومات عن اجتماعات مماثلة عقدت في الأردن الأسبوع الماضي، بين العميد السوري المنشّق مناف طلاس وكبار الضباط السوريين المنشقين، لإقرار استراتيجية للثوار قد تكون استعداداً لعمليات نوعية ضد النظام.