أكدت مصادر رفيعة المستوى في المعارضة السورية ل «الحياة»، أن لقاءات بعض قوى المعارضة السورية الجارية في العاصمة الأردنية عمان منذ أيام، تسعى إلى توحيد المعارضة وخلق إطار جامع يكون بديلاً عن «المجلس الوطني السوري»، بقيادة رياض حجاب رئيس الوزراء السوري المنشق الموجود في عمان حالياً. وقال ياسر عبود قائد العمليات الميدانية في «الجيش السوري الحر» بالمنطقة السورية الجنوبية، والموجود في عمان حالياً: «إن اللقاءات المذكورة انطلقت في العاصمة الأردنية الأسبوع الماضي وما زالت مستمرة». وأضاف في حديث خاص إلى «الحياة»: «اللقاءات الجارية تضم قادة سياسيين وعسكريين أعلنوا انشقاقهم عن النظام المجرم في سورية، إضافة إلى أعضاء في المجلس الوطني السوري يحضرون بصفتهم الشخصية». وأكد أن القادة العسكريين يمثلون مدن وقرى دمشق ومحافظة درعا المتاخمة للأردن. وأوضح عبود أن اللقاءات المذكورة تسعى إلى توحيد صفوف المعارضة السياسية والعسكرية، والبحث في إمكانية إيجاد بديل سياسي عن «المجلس الوطني». وأكد عبود وهو قائد المجموعة التي نجحت في تهريب حجاب إلى الأردن «أن رياض حجاب سيتولى القيادة السياسية للكيان السوري الجديد، فيما سيتولى اللواء المنشق محمد الحاج علي القيادة العسكرية والميدانية للجيش الحر وباقي المجالس العسكرية والثورية، ضمن كيان آخر يتبع للقيادة السياسية ويحمل اسم الجيش الوطني السوري». وتابع عبود: «إن هذه اللقاءات تهدف إلى توحيد البندقية والكلمة، وتسعى لمخاطبة العالم بلسان واحد». وأضاف: «نعول على أشقائنا العرب وبعض الدول المتطلعة إلى سورية جديدة تسودها الحرية والكرامة... لن نحظى بمساعدة العالم ما لم نتوحد في إطار جامع، الجهود المبذولة حالياً تهدف إلى سرعة الخلاص ولمّ شمل الأسرة السورية الكبرى. لقد مللنا الشعارات والخلافات الشخصية داخل أطر المعارضة المشتتة والمتنازعة في ما بينها». وتحدث عبود عما أسماها «ضمانات» طالبت بها بعض الدول «لدعم المولود الجديد». لكنه لم يسهب في التفاصيل. وأشار إلى أن تلك الدول طالبت المجتمعين بضرورة «الحفاظ على حقوق الأقليات»، وهو ما اعتبره «مطلباً لا يحتاج إلى أية تعهدات». وزاد: «اتفقنا على الخطوط العامة للمرحلة المقبلة وما زلنا نبحث التفاصيل... ما يهمّنا حاليا أن يسقط النظام في أسرع وقت، وبخصوص المرحلة المقبلة الشارع السوري هو من سيحددها». وفي السياق ذاته، قال محمد عناد عضو «المجلس الوطني» والمجلس الأعلى لقيادة الثورة السابق ل «الحياة»: «إن اللقاءات المذكورة تهدف إلى إعادة هيكلة المجلس الوطني الانتقالي، بما يمنع وجود أشخاص وقيادات ثبت تورطها في إعاقة مسارات التغيير». وأضاف: «جميع اللقاءات تصب في مصلحة المعارضة السياسية والعسكرية، وتبحث رؤية واقعية تكفل إسقاط النظام وتسرع خطوات الإعلان عن حكومة انتقالية تضم العديد من الخبرات والكفاءات». وتحدث عناد عن سعي المجتمعين إلى «توحيد الكتائب المقاتلة على الأرض السورية، وتوحيد مصادر التمويل الخارجية أيضاً». لكن عبد السلام البيطار أمين سر المكتب الإقليمي ل «المجلس الوطني» في الأردن، هاجم اللقاءات المذكورة. وقال ل «الحياة»: «إنها تدار من الخارج». واعتبر البيطار أن الحديث عن مسألة توحيد المعارضة «كذبة كبرى»، تهدف إلى الإعلان عن حكومة موقتة «يتصدرها رموز النظام الذين أوغلوا في دماء الشعب السوري وأعلنوا انشقاقهم لاحقاً». وأوضح المعارض السوري أن قيادات المجلس الوطني «أوصلت رسائل مباشرة إلى رئيس الوزراء المنشق رياض حجاب، شددت جميعها على أن المجلس هو الممثل الشرعي للمعارضة، وأننا لن نقبل بتولي المسؤولين السابقين أية مناصب رسمية خلال المرحلة المقبلة». وحاولت «الحياة» على مدار يوم أمس من دون جدوى الحصول على موقف رسمي من الحكومة الأردنية، حول لقاءات المعارضة. وكان الناطق باسم الحكومة الأردنية الوزير سميح المعايطة، قال في تصريحات صحافية سابقة: «إن اجتماعات المعارضة السورية في عمان، داخلية غير رسمية. ولا تعني تبني المملكة إياها سياسياً». وكانت «الحياة» نشرت معلومات عن اجتماعات عقدت في الأردن قبل أيام، بين العميد السوري المنشق مناف طلاس وكبار الضباط السوريين المنشقين، لإقرار استراتيجية للثوار قد تكون استعداداً لعمليات نوعية ضد النظام ومستودعات «الأسلحة الحساسة» والصواريخ. وكشفت المصادر عن جهود دولية وإقليمية تبذل في هذه الأثناء، لإنجاح المحادثات المذكورة، والرامية - بحسب المصادر - إلى إيجاد إطار سياسي وعسكري لمختلف القوى، إضافة إلى وضع الخطط الكفيلة بعدم تصدير الأزمة السورية إلى دول الجوار.