انتقد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بغالبية ساحقة أمس، إيران ل «تحديها» قرارات مجلس الأمن التي تطالبها بوقف تخصيب اليورانيوم وتبديد قلق من أبعاد عسكرية محتملة لبرنامجها النووي. وأعرب القرار الذي أقرّه المجلس وقدّمته الدول الست المعنية بالملف النووي الإيراني، عن «قلق بالغ من مواصلة إيران تحدي» قرارات مجلس الأمن، مشيراً إلى شكوى الوكالة الذرية بأن «نشاطات» رُصدت في مجمّع بارشين العسكري قرب طهران، والذي تشتبه الوكالة بتنفيذ اختبارات سرية فيه لصنع سلاح ذري، «ستعرقل في شكل كبير» عمل المفتشين الذين يمكن أن تسمح لهم إيران بدخول الموقع. لكن القرار يشدد على نية التوصل إلى تسوية سلمية للملف النووي الإيراني. ونال القرار تأييد 31 دولة من 35 في مجلس المحافظين، في مقابل اعتراض كوبا وامتناع مصر والإكوادور وتونس (وجميعها أعضاء في حركة عدم الانحياز) عن التصويت. وعُدِّل القرار الذي قدّمته الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، بعد اقتراح في اللحظة الأخيرة قدّمته جنوب أفريقيا. وكان النصّ يفيد بأن «من الضروري لإيران أن تنفّذ فوراً» إطاراً للتعامل مع الوكالة لتوضيح قلق في شأن أبعاد عسكرية محتملة لبرنامجها النووي. ويضيف التعديل الذي طرحته جنوب أفريقيا على العبارة: «بمجرد إنجاز (الاتفاق الإطار)». واعتبر ديبلوماسيون غربيون أن هذه الصياغة يمكن أن تخفّف الضغط على إيران، مشيرين إلى أن «الأميركيين يعارضونها». لكن وكالة «رويترز» نقلت عن ديبلوماسيين إن الدول الست توصلت إلى تسوية مع جنوب أفريقيا، بحيث يؤخذ بالتعديل الذي اقترحته الأخيرة، ولكن في صيغة مخففة. وأصدر الاتحاد الأوروبي بياناً اتهم إيران بالامتناع عن «الانخراط بجدية ومن دون شروط مسبقة، في محادثات لإحياء الثقة الدولية في الطابع المحض سلمي لبرنامجها النووي». وأشار البيان إلى أن الاتحاد يشارك الوكالة الذرية «قلقها الجدي» في شأن نشاطات إيرانية يشتبه بأنها تشمل «تطوير رأس نووي». واتهم المندوب الأميركي لدى الوكالة روبرت وود إيران ب «تدمير منهجي» لمجمّع بارشين، ما «يعرقل في شكل فاضح قدرة (الوكالة) على تنفيذ تفويضها» بتفتيش هذا الموقع. وقال أمام مجلس المحافظين: «تتخذ إيران تدابير تبدو متسقة مع جهد لإزالة أدلة على نشاطاتها السابقة في بارشين». في غضون ذلك، لمّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى أنه سيواصل حضّ الولاياتالمتحدة على اتخاذ موقف أكثر تشدداً إزاء إيران، على رغم توتر العلاقات بين الجانبين في هذا الشأن. أتى ذلك بعد سجال بين واشنطن وتل أبيب حول مطالبة الأخيرة بتحديد «خط أحمر» على طهران ألا تتخطّاه في برنامجها الذري، جعل الرئيس الأميركي باراك أوباما يتصل بنتانياهو وأن يصدر البيت الأبيض مساء الثلثاء الماضي بياناً ينفي تسريبات إسرائيلية برفض الولاياتالمتحدة طلباً قدمّه نتانياهو للقاء أوباما في واشنطن. ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن نتانياهو إن اتصاله الهاتفي بأوباما كان «جيداً»، مضيفاً: «تحدثنا عن هدفنا المشترك المتمثّل في منع إيران من تطوير برنامجها للأسلحة النووية، ورغبتنا في تنسيق جهودنا في شكل وثيق». وزاد: «واضح أن لدي آرائي، ولا أخجل من التعبير عنها، حين أعتقد بأن الأمر يتّصل بالمخاوف الأمنية الحيوية لإسرائيل. هذه مسؤوليتي بوصفي رئيساً لوزراء الدولة اليهودية، ونواجه أضخم تحدٍ أمني لأي دولة في العالم، وحين أشعر بوجوب رفع الصوت، سأفعل». أما وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان فشدد على أن العلاقات مع الولاياتالمتحدة «ستبقى دوماً حجر زاوية في علاقاتنا الخارجية، وسنتأكد دوماً من الإبقاء على علاقات ممتازة مع أفضل صديق لنا».