أعرب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو أمس، عن «إحباطه» لرفض إيران التعاون في ملفها النووي، وحضّها على السماح بتفتيش مجمّع بارشين العسكري الذي تشتبه الوكالة في تنفيذ اختبارات سرية فيه لصنع سلاح ذري. وبرز تباين بين تل أبيب وواشنطن في شأن تحديد «خط أحمر» لطهران يشكّل تخطّيه ذريعة لضربها. إذ أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن الدولة العبرية تناقش المسألة مع الولاياتالمتحدة، فيما شددت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون على أن بلادها ترفض تحديد «مهل نهائية» لإيران، وما زالت تعتبر المفاوضات «أفضل نهج» لتسوية الملف النووي. وقال أمانو: «على رغم تكثيف الحوار (بين الوكالة وإيران)، لا نتيجة ملموسة بعد، وهذا مُحبط، إذ من دون التعاون التام من إيران، لن يكون في وسعنا البدء بتسوية المسائل العالقة، بما فيها تلك المتعلقة باحتمال وجود بُعد عسكري لبرنامجها النووي». وأضاف لدى بدء اجتماع مجلس محافظي الوكالة: «نعتبر أن من الأساسي لإيران أن تتعاون معنا، من دون مزيد من التأخير، في (تبديد) جوهر مخاوفنا». وتطرّق إلى «نشاطات» في مجمع بارشين، معتبراً أنه «سيكون لها تأثير عكسي على قدرتنا لتنفيذ عمليات تحقّق فاعلة هناك. النشاطات التي رُصدت تُعزز موقفنا بضرورة السماح بدخول بارشين، من دون مزيد من التأخير، لنيل التوضيحات المطلوبة». في المقابل، أعلن المندوب الإيراني لدى الوكالة علي أصغر سلطانية أن بلاده تشترط ل «اتفاق مع الوكالة لإنجاز إطار عمل جديد، الأخذ في الاعتبار الملاحظات المرتبطة بالأمن القومي الإيراني، وتسليم طهران الوثائق المزعومة». وهذه إشارة إلى وثائق استندت إليها الوكالة في اتهامها إيران بمحاولة صنع سلاح ذري. في غضون ذلك، قال نتانياهو لشبكة «سي بي سي» الكندية: «لن تتوقف إيران (عن تطوير برنامجها النووي) حتى ترى لدى الدول الديموقراطية في العالم، تصميماً واضحاً وخطاً أحمر واضحاً. كلما أسرعنا في تحديد هذا الخط، كلما زادت فرص عدم الحاجة إلى الجوء إلى وسائل أخرى. نناقش ذلك مع الولاياتالمتحدة». وأضاف أن القضية «ليست مسألة عقوبات أو تدابير يمكن تعزيزها للضغط على إيران، بل تتمثّل في تحديد واضح لخطّ لا تستطيع إيران تجاوزه، في سعيها إلى تطوير قدرة نووية عسكرية. إن رأت إيران ذلك، ثمة فرصة، وقد تتوقف قبل أن تعبر ذاك الخطّ». وسُئلت الوزيرة هيلاري كلينتون هل ستحدّد واشنطن «خطاً أحمر» لطهران، فأجابت: «لن نحدّد مهلاً نهائية. نراقب عن كثب ما يفعلونه» (الإيرانيون). وفي حديث إلى إذاعة «بلومبرغ»، أشارت كلينتون إلى أن الإسرائيليين «أكثر قلقاً في شأن الحصول على ردّ سريع، لكننا مقتنعون بأن هناك مزيداً من الوقت للتركيز على العقوبات، وبذل أقصى جهد ممكن لجعل إيران تشارك في مفاوضات بنية حسنة». واعتبرت السعي إلى تسوية ديبلوماسية «أفضل نهج الآن»، خصوصاً بسبب «تأثير العقوبات» في إيران، مذكّرة بأن الولاياتالمتحدة «أعلنت دوماً أن كلّ الخيارات على الطاولة، لكننا نؤمن بالمفاوضات». في المقابل، اعتبر المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية ميت رومني أن سعي خصمه الرئيس باراك أوباما إلى «التقارب» مع نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد، جعل طهران «أقرب إلى امتلاك سلاح نووي». ورأى أن تعامل أوباما مع الملف النووي الإيراني قد يكون «أبرز فشل» له، وتعهد «مقاربة مختلفة جداً في هذا الملف»، في حال فوزه في انتخابات الرئاسة. وأمس تواصل تراجع سعر صرف الريال الإيراني، وبلغ مستوى قياسياً أمام الدولار الأميركي، فيما عزا نائب بارز ذلك إلى «خطأ تاريخي» ارتكبته الحكومة، وتمثّل في امتناع المصرف المركزي عن تأمين الدولار للتجار، لاستيراد سلع أساسية.