رجّحت منظمة الصحة العالمية أمس، أن عدد المصابين بفيروس «إيبولا» المتفشي في غرب أفريقيا، قد يتجاوز 20 ألفاً، مشيرة إلى أن حصيلة الوفيات تخطت ال1500. أتى ذلك في عقد وزراء صحة في المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) اجتماعاً آخر في أكرا أمس، ناقش استراتيجية مشتركة لمواجهة الوباء. وأعلنت وزارة الصحة الغانية أن المجتمعين «سيقوّمون تطبيق التدابير» المقررة سابقاً، ويحددون «الصعوبات على كل الصعد»، إضافة إلى «تحديد الاستراتيجيات الملائمة والموارد الضرورية» لمكافحة إيبولا». وحضت «إيكواس» الدول الأعضاء على إعادة فتح حدودها وإنهاء تجميد الرحلات الجوية الذي فُرض للحد من انتشار الفيروس. وستتخذ الدول الأعضاء وشركات الخطوط الجوية قراراتها الخاصة في هذا الصدد. الى ذلك، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن «العدد الإجمالي للمصابين بفيروس إيبولا قد يتجاوز 20 ألفاً»، مشيرة إلى أن هدفها الرئيس هو «الحدّ من زيادة الإصابات والمناطق الموبوءة خلال 3 أشهر، ومنع انتقال المرض إلى العواصم والمدن الساحلية الكبرى ووقف كل عدوى في المكان خلال 6-9 أشهر». وأحصت 3069 مصاباً بالوباء، توفي منهم 1552 في 4 من دول غرب أفريقيا. وأضافت أن «أكثر من 40 في المئة من مجموع الإصابات» سُجِّل في الأيام ال21 الماضية، معتبرة أن التفشي القاتل للمرض الذي بدأ في غينيا في آذار (مارس) الماضي وامتدّ إلى ليبيريا وسييراليون ونيجيريا، يتطلّب رداً دولياً ضخماً ومنسقاً. ونبّهت إلى أن الفيروس ما زال يتابع انتشاره «في عدد ضخم من المواقع»، ما يفاقم الظروف الاجتماعية والاقتصادية الهشة، فيما أدى إلى وفاة عدد يُعتبر سابقة من العاملين في قطاع الصحة. وأعلنت المنظمة خطة استراتيجية لمكافحة انتشار المرض في 4 من دول غرب أفريقيا. الى ذلك، أعلنت نيجيريا وفاة طبيب بالفيروس للمرة الأولى في مدينة بورت هاركور النفطية جنوب شرقي البلاد، لترتفع حصيلة الوفيات إلى 6 من 17 مصاباً. وتُعتبر بورت هاركور مركز إنتاج النفط في نيجيريا، وتعمل فيها شركات عالمية بينها «شل» البريطانية- الهولندية، و«توتال» الفرنسية و«شيفرون» الأميركية. في غضون ذلك، أعلن باحثون في شركة الأدوية «غلاكسو سميث كلاين» أنهم سيبدأون الأسبوع المقبل تجارب على لقاح مضاد ل «إيبولا». وقال توم فريدن، مدير المركز الأميركي لمراقبة الأمراض والوقاية: «عدد الإصابات يرتفع. أتمنى ألا أقول ذلك، لكن الأمر سيتفاقم قبل أن يبدأ بالتحسن. العالم لم يشهد سابقاً وباءً مشابهاً، وبالنتيجة فإن الأمر لا يقتصر على الأرقام المرتفعة، بل ندرك أن هناك عدداً من الإصابات، أكبر من التي شُخِّصت أو بُلِّغ عنها». وكانت دينيز براون، المديرة الإقليمية لبرنامج الغذاء العالمي، اعتبرت أن محاولة وقف انتشار الفيروس «يشبه الارتماء في وسط تسونامي»، وتابعت: «لا أحد منا واجه يوماً أزمة مشابهة بهذا الحجم».