أكد الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري من باريس، أن «حزب الله» متورط في قمع الانتفاضة في سورية «وبكل الطرق الممكنة، حتى لو كان ينكر ذلك»، مشيراً الى أن الحزب «يرسل لبنانيين الى سورية». واعتبر أن «النظام السوري سيسقط في نهاية الصراع»، معلناً أنه لا يخشى «اندلاع حرب أهلية في لبنان، لأن أي طرف فيه لا يريد ذلك»، ومعتبراً أنه «كلما ضعف النظام السوري، سيحاول أن يجرنا معه نحو الانهيار، كما رأينا في قضية ميشال سماحة». وقال: «إذا نظرنا في تفاصيل أحداث العنف التي تحصل بين السنة والعلويين بانتظام في طرابلس، ندرك أنها تأتي إما من طريق حلفاء للنظام السوري، أو عملائه مباشرة. النظام السوري يحاول زعزعة استقرار لبنان، لكن اللبنانيين سيتمكنون من مقاومة هذه الاستفزازات». وأكد الحريري في حديث لصحيفة «لو موند» الفرنسية أمس، أن النظام السوري «لم يعد يسيطر على البلاد... لماذا يصل هذا النظام إلى حد استخدام الطائرات والمروحيات ضد شعبه؟ لأنه يفقد بشكل متزايد السيطرة على الأرض لمصلحة الجيش السوري الحر. كان (الرئيس بشار) الأسد يحب أن يكرر أن دمشق وحلب لن تتأثرا يوماً بالانتفاضة. واليوم، يقصف هاتين المدينتين من الجو. ولنأمل أن يقل سفك الدماء قدر الإمكان. وهنا يكمن واجب المجتمع الدولي الأخلاقي بالتدخل». وعن طبيعة التدخل، عسكرياً أو ديبلوماسياً، أجاب الحريري: «لم تنجح الديبلوماسية. والدماء تسيل كل يوم أكثر. المطلوب هو تدخل. أفهم أن هناك تعقيدات مع روسيا والصين. لكن هناك اليوم توازن قوى بين الحكومة والمعارضة، في حين أن الأخيرة لا تملك أسلحة متطورة. إذا أعطيت الأسلحة التي تحتاج إليها، فستتمكن المعارضة من الفوز بسهولة». وعن رأيه بالمقابلة الاخيرة للأسد، قال: «آلمتني، هو رجل يرى شعبه يُقتل ويتصرف كما لو أن شيئاً لا يحدث. انه يعامل النساء والأطفال وكبار السن على أنهم إرهابيون فقط لأنهم يخالفونه الرأي. على رجل كهذا أن يدفع الثمن يوماً ما». ورأى أن «من يساندون بشار الأسد يفعلون ذلك رغماً عنهم. وإذا رأوا أن الضغط الدولي يزداد فسينشقون. بقدر ما تزيد مساعدة الجيش السوري الحر، ستزيد الانشقاقات». لا مصلحة في حرب أهلية واعتبر أن «لفرنسا دوراً مهماً جداً تؤديه (في مساعدة المعارضة السورية). إذا ترأست ائتلاف حلفاء الشعب السوري فستؤدي مستقبلاً دوراً كبيراً جداً في المنطقة. إذا شجعت فرنسا حلفاءها على إعطاء المعارضة السورية ما تحتاجه، ستصبح المعارضة قادرة بنفسها على اقامة المناطق المحمية (العازلة). وتكون فرنسا فائزة في كل الاحوال»، معتبراً أن «ليس من مصلحة أحد أن تكون هناك حرب أهلية في سورية، باستثناء إيران التي ربما تريد سورية غير مستقرة، من أجل الحفاظ على نفوذها فيها». وعما اذا كانت الحرب الأهلية في سورية تفيد الإسلاميين، رد الحريري: «شهدت ليبيا حرباً، وفاز الليبراليون في الانتخابات. يبذل الاسلاميون في العالم العربي، ومصر وتونس، جهوداً من أجل الطمأنة وجمع الشمل... وعدوا بالكثير واذا لم يفوا بوعودهم، فسيخسرون». ولفت الى أن «المعارضة في سورية ليست مثالية، وهذا أمر طبيعي. لكن عندما يكون هناك أخطاء، يملك الجيش السوري الحر الشجاعة لإدانتها». وعن موقف رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي «النأي بالنفس» تجاه الأزمة السورية، قال: «الحكمة أمر جيد، لكن ينبغي عدم الخضوع. لو كان موقف الحكومة اللبنانية أكثر صراحة، لما كان النظام السوري سمح لنفسه بقصف الشمال، ولما كانت هناك قضية سماحة». واعتبر أن ذنب 14 آذار «اننا نفتح وسائل إعلامنا امام المعارضين ومدارسنا أمام اللاجئين، النظام السوري ينسب الينا أكثر مما نستحق. انه يركز هجماته علينا لأننا ضعفاء. لم يتجرأ يوماً على التحدث بهذه الطريقة عن تركيا. من لديه أسلحة في لبنان هو حزب الله، وليس قوى 14 آذار». ورأى أنه «عندما سيسقط النظام السوري، سيأتي كثر ويتحدثون امام المحكمة الخاصة بلبنان. المحاكمة ستجري. ومهما كان الحكم، سنقبل به. علماً ان العدالة الإلهية قد تكون أسرع من عدالة الرجال». وأضاف رداً على سؤال: «نتوقع المزيد من باريس، لأن من مصلحة فرنسا أن لا تتخذ مواقف فحسب، بل أفعالاً ايضاً». وأكد أنه سيعود الى لبنان «وسأشارك في الانتخابات النيابية المقبلة وسأفوز بها، شرط أن لا تكون الانتخابات مزورة. كل الذين يراهنون على نهاية مسيرتي السياسية مخطئون».