وسط تزايد مشاعر الأحباط دوليا وفي الداخل السوري، بسبب بطء التحركات الديبلوماسية وضعف الضغوط على النظام السوري واستمرار القصف والإشتباكات في غالبية المدن السورية وتدهور الوضع الإنساني بشكل خطير في حمص، أقر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس بعدم قدرة المجتمع الدولي على التعامل مع الوضع في سورية، ووصول الأوضاع في ذلك البلد إلي «درجة لا تحتمل»، معلنا أن المبعوث العربي والدولي إلى سورية الاخضر الابراهيمي سيلتقي الرئيس السوري بشار الاسد خلال زيارته لدمشق. وفي أشد تحذير لها من تأثير انفلات الأوضاع عن السيطرة، دعت روسيا إلى مؤتمر «طائف جديد» لحل الأزمة قبل «صوملة» سورية، فيما اقترحت إيران توسيع «مجموعة الاتصال الرباعية» لتشمل العراق وفنزويلا. وقال بان، في مؤتمر صحافي في برن، إن «الممثل الخاص الابراهيمي سيعقد قريبا اجتماعا مع السلطات السورية بما في ذلك الرئيس الاسد، وقد اجرى اتصالات مع جهات معنية رئيسية»، دون ان يكشف تفاصيل عن الزيارة. وقال: «رغم اننا ربما نشعر بالاحباط والانزعاج من عدم قدرتنا على التعامل مع الوضع في سورية حيث وصلت فيها الاوضاع إلى درجة لا تحتمل، يجب ان لا نبالغ في التشاؤم حيال قوة والتزام المجتمع الدولي خاصة المنظمات الدولية». وكرر دعوته لمجلس الأمن أن يتخذ اجراء، وللقوى العالمية ان تستخدم نفوذها مع جانبي الصراع لوقف العنف. من ناحيته، قال احمد فوزي الناطق باسم الإبراهيمي إن المبعوث الدولي اجري في القاهرة لقاءات مع «ممثلين عن المعارضة السورية وناشطين ومثقفين سوريين». وفي اطار المساعي الديبلوماسية المتسارعة، أعلنت الجامعة العربية أن اجتماعاً ثلاثياً يعقد اليوم في مقر الجامعة، ويضم رئيس وزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم والإبراهيمي والأمين العام للجامعة نبيل العربي. وكان العربي قام بزيارة سريعة للدوحة، التقى خلالها حمد بن جاسم ر واطلعه على نتائج لقائه مع الإبراهيمي. وافاد نائب الأمين العام للجامعة السفير أحمد بن حلي بأن مجلس الجامعة سيعقد اجتماعاً تشاورياً اليوم على مستوى المندوبين الدائمين، بحضور الإبراهيمي والعربي للبحث في الأزمة. وكانت القاهرة استضافت اجتماعاً الليلة قبل الماضية لكبار المسؤولين في مصر والسعودية وتركيا وايران لتفعيل مبادرة مصرية لحل الأزمة، لكن لم تخرج أي نتائج عن الاجتماع، خاصة فيما يتعلق برفع تمثيل الاجتماع الرباعي ليكون على مستوى وزراء خارجية الدول الأربع. وأشارت المصادر إلى أن الاجتماع كان «مجرد بداية»، وأنه على رغم تباين مواقف الدول المشاركة، إلا أن المناقشات جاءت «خالية من الحدة والتوتر والانفعال». وكان وكيل الخارجية السعودية السفير ناصر البريك ترأس الوفد السعودي فيما ترأس الوفد التركي مساعد وزير الخارجية السفير عمر انجون في حين رأس الوفد الايراني نائب وزير الخارجية حسين أمير عبد اللاهيان، إضافة إلى مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون العربية السفير شوقي إسماعيل. واشادت إيران أمس بمساعي مصر بتشكيل «مجموعة الاتصال»، الا انها اعربت عن رغبتها في توسيع المبادرة لتشمل العراق بوصفها تتولى رئاسة الجامعة العربية حاليا، وفنزويلا بوصفها جزء من المجموعة الثلاثية لحركة عدم الانحياز. والدولتان حليفتان لإيران. لكن وفي تشكيك في المساعي الإيرانية، اعتبرت باريس أن على طهران ان تحترم اولا واجباتها الدولية قبل القيام باي دور في حل الازمة. وفيما أعلن قصر الاليزيه أن الرئيس سي فرنسوا هولاند استقبل حمد بن جاسم وبحث معه خصوصا الازمة في سورية، أقر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، في جلسة استماع امام لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية، ان فرنسا «ساهمت في عدد من عمليات الانشقاق، ان اجهزتنا تعمل بنشاط». وجاءت تصريحاته بعد يوم من اعلان العميد مناف طلاس ان اجهزة الاستخبارات الفرنسية تولت اخراجه من سورية. إلى ذلك، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن روسيا تقترح على شركائها الغربيين تنظيم مؤتمر يضم «كل أطراف النزاع» في سورية. وقال بوغدانوف في مقابلة مع صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية: «نقترح على شركائنا الغربيين تنظيم مؤتمر بين جميع أطراف النزاع، على غرار المؤتمر الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية عام 1990 (مؤتمر الطائف في السعودية). ينبغي أن يضم هذا المؤتمر ممثلين للمعارضة والنظام وأيضاً (ممثلين) للمجموعات المسيحية والعلوية والدرزية». وأضاف: «بالنظر إلى انقسام المعارضة والأسلحة التي تصل إلى المتمردين، فان خطر صوملة سورية موجود في حال سقط النظام في شكل عنيف غداً». وقال بوغدانوف أن الأسد وعد موسكو بأن يتنحى إذا خسر في انتخابات. وفي اطار جهود إردنية، بحث العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني مع نائب وزير الخارجية الاميركي وليام بيرنز الاوضاع في المنطقة والتطورات على الساحة السورية. وجاء في بيان للديوان الملكي الاردني ان الملك عبد الله أكد «دعم الاردن لايجاد حل سياسي للازمة في سورية بما يحافظ على وحدتها وتماسك شعبها ويضع حدا للعنف واراقة الدماء». ميدانيا، وقعت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في أحياء من دمشق، وفي بلدات في ريفها، في وقت تعرضت أحياء من حلب لقصف عنيف بحسب المرصد السوري لحقوق الأنسان وناشطين. وتسببت أعمال العنف بمقتل 72 شخصا، هم 47 مدنيا و17 عنصرا من القوات النظامية وثمانية مقاتلين معارضين. وأعلن ضباط وقادة في «الجيش السوري الحر» انشاء «مجلس عسكري ثوري» يضم كل التشكيلات العسكرية المعارضة في حلب. إلى ذلك، قالت منظمة الصحة العالمية امس إن فريقاً تابعاً لها زار حمص الأسبوع الماضي ووجد وضعاً إنسانياً «خطيراً ومتدهوراً» وإن واحداً من بين كل أربعة من السكان بحاجة لمساعدات إنسانية. ووفقا للمنظمة فإن نصف المستشفيات العامة في حمص وثلاثة أرباع مستشفياتها الخاصة لا تعمل. كما أن معظم الأطباء غادروا «ولم يعد هناك سوى ثلاثة جراحين فقط في المحافظة». وأعلنت المفوضية العليا للاجئين ان عدد اللاجئين السوريين تخطى 250 الفا، بينما تشرد اكثر من 1,2 مليون سوري، يشكل الاطفال اكثر من نصفهم، داخل سورية.