تركزت نقاشات المشاركين في ثاني أيام ملتقى الجودة الشاملة للأمن العام في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة أمس، حول أهمية الشراكة مع المجتمع في العمل الأمني بدلاً من الاعتماد على الطرق التقليدية المتمثلة في حالات القبض، والبحث والتحري للكشف عن الجرائم. وأكد رئيس جامعة حمدان بن محمد الإلكترونية في دبي الدكتور منصور العور ل «الحياة» أن قياس الأداء الأمني من مفاهيم الجودة في تخفيض معدل الجريمة كان يعتمد على معيارين تقليديين يتمثلان في حالات القبض وكشف الجرائم، مضيفاً «وهذا محصور داخل الجهاز الشرطي، وتوجد معايير جديدة تحظى برضا المجتمع بالخدمات المشتركة معه». وقال الدكتور العور إن في العصر الحالي أصبحت المعادلة الأمنية مختلفة فأصبح المواطنون والمقيمون مشاركين في الحفاظ على الأمن فالشرطة لا تستطيع أن تكافح الجريمة لوحدها فلا بد أن المجتمع يسهم في الحفاظ على الأمن، ويكون الإسهام بفتح مجال للمجتمع من خلال الأنشطة واللقاءات وتوعية التعليم العام والعالي والتجار وكل مفاصل المجتمع. وبين أن رفاهية الشعوب في العالم أجمع لا تأتي إلا من خلال المؤسسات العسكرية لتوافر الأمان والبيئة المناسبة، موضحاً أن الأمن العام بدأ ينظم مؤتمرات علمية للجودة الشاملة «فما دامت وزارة الداخلية اتخذت هذا المنهج، فأعتقد أن كل أجهزة الدولة ستسير على نفس المنهاج المتخذ». من جهته، يرى الاختصاصي في تميز الأداء والجودة الدكتور بدر المزروع في حديثه إلى «الحياة» أن أجهزة الأمن في المملكة لها أهداف استراتيجية بعيدة المدى وقريبة المدى في الجودة وتميز الأداء، موضحاً أن التميز الأمني أصبح مطلباً رئيساً للقطاعات كافة، إذ حصلت أجهزة الأمن على نقلة نوعية سريعة استجابة لتأثيرات ومتغيرات الحياة والأوضاع الإقليمية المحيطة. وقال الدكتور المزروع إن بعض الدول المتقدمة أصبحت تستنير بتجربة المملكة المتميزة وخبرتها في مكافحة الإرهاب، إذ حققت بذلك المرتبة الأولى عربياً ومن ضمن المراكز ال10 الأولى ضمن ترتيب دول ال 20 عالمياً في مكافحة الإرهاب، ومكافحة غسيل الأموال بحسب تقارير دولية صادرة أخيراً. وتطرقت الجلسة الثانية في ثاني أيام الملتقى، إلى كرسي الأمير نايف للقيم الأخلاقية عبر مدير مركز الأمير نايف للبحوث الاجتماعية والإنسانية الدكتور سعيد الأفندي الذي تحدث عن الجودة الشاملة وعلاقتها بالتخطيط الاستراتيجي في الأمن العام. وشهدت الجلسة الثالثة والأخيرة تناول نموذج التميز الأمني من خلال محاضرة ألقاها الدكتور بدر المزروع، فيما تحدث مستشار الإدارة المستقلة البريطانية نورمان هارفي عن تطبيقات شهادات أنظمة الجودة في العمل الشرطي، وتطرق إلى التجربة البريطانية. يذكر أن جلسات ملتقى الجودة الشاملة الثاني انطلقت ليل أول من أمس، إذ عقدت نحو ست جلسات على مدار اليومين الماضيين.