قُتل ستة قياديين في تنظيم "الدولة الإسلامية" على الأقل بينهم سوريون وعرب وأجانب اليوم الخميس في غارة نفذتها طائرات النظام السوري على مقر للتنظيم في ريف دير الزور في شرق البلاد، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد - الذي يقول إنه يجمع المعلومات من جميع الأطراف المشاركة في النزاع في سورية - إن المقاتلات السورية قصفت مبنى يستخدم مقرا لقيادة تنظيم "الدولة الإسلامية" أثناء اجتماع لقادتها فيه. وصرّح مدير المرصد رامي عبد الرحمن "استهدفت طائرات النظام الحربية في مدينة موحسن في الريف الشرقي لمدينة دير الزور مقرا للدولة الإسلامية، خلال اجتماع لقياديين وشرعيين من التنظيم، ما تسبب بمقتل ستة منهم على الأقل". وأوضح ان المنزل الذي كان يعقد فيه الاجتماع يخص العميد المتقاعد سكر الأحمد المعروف ب"أبو نضال"، الذي كان "القائد العسكري لغرفة عمليات مطار دير الزور التابعة للمجلس العسكري"، وبايع تنظيم "الدولة الإسلامية" قبل أسابيع، ما سهل دخول التنظيم الى المنطقة. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) من جهتها ان "وحدات من الجيش والقوات المسلحة دمرت اليوم أوكارا لإرهابيي ما يسمى تنظيم دولة العراق والشام في بلدة موحسن وقرية المريعية في ريف دير الزور وأوقعت في صفوفهم قتلى وجرحى"، مشيرة الى ان سكر الأحمد من بين القتلى. وسيطر التنظيم المعروف باسم "داعش" في تموز (يوليو) على مجمل محافظة دير الزور بعد ان بايعته مجموعات مقاتلة عدة، او انسحبت إثر معارك خاضتها معه. وقال عبد الرحمن إن من بين المجتمعين عرب وأجأنب، وان معظمهم "قتلوا او أصيبوا بجروح". واستهدف الطيران الحربي السوري الثلثاء مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" في محافظة دير الزور، في غارات "هي الأولى بهذا التركيز وهذه الكثافة في استهداف مواقعه" منذ تموز (يوليو)، وفق المرصد، الذي أوضح أن "تحليق لطائرات استطلاع غير سورية" فوق دير الزور وضعت بنك أهداف عائدة لداعش، سبق الغارات". كما أفاد المرصد عن "معلومات حصل عليها النظام السوري من دولة غربية عبر موسكو وبغداد" حول مراكز "الدولة الإسلامية" في الاراضي السورية. وقبل حزيران (يونيو)، كان كل من النظام و"الدولة الإسلامية" يتجنب الآخر، لكن النظام بدأ باستهداف "الدولة الإسلامية" بعد التطوّرات في العراق، حيث شن التنظيم هجوماً واسعاً واستولى على مساحة في شمال العراق وغربه. ويرغب النظام السوري، وفق خبراء، في طرح نفسه كبديل وحيد في مواجهة الإرهاب، بينما يسعى تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي أعلن في نهاية حزيران (يونيو) إقامة "الخلافة الإسلامية" انطلاقا من الأراضي التي يسيطر عليها في العراق وسورية، إلى توسيع حدود "دولته" وتعزيز قوته فيها.