أعلنت قيادة الجيش اللبناني عن سلسلة تدابير امنية استعداداً لزيارة البابا بينيديكتوس السادس عشر لبنان الجمعة المقبل، في وقت ارتفعت لافتات الترحيب بالزائر الكبير مذيّلة بتواقيع تيارات وأحزاب لبنانية مختلفة من قوى 14 و8 آذار الى جانب هيئات مدنية ودينية، وتستكمل في هذه الأثناء التحضيرات عند الواجهة البحرية لبيروت حيث يترأس البابا قداساً في اليوم الاخير من الزيارة الاحد المقبل. وأعلنت قيادة الجيش «التشدد في تطبيق قرار وزارة الدفاع لجهة وقف العمل بجميع تراخيص حمل الأسلحة في مختلف المناطق اللبنانية باستثناء تراخيص مرافقي الوزراء والنواب الحاليين والسابقين ورؤساء الأحزاب ورؤساء الطوائف الدينية عندما يكونون برفقة الشخصيات المعنية فقط، بالإضافة الى تراخيص حمل الأسلحة عن العام 2012 فقط والممنوحة للديبلوماسيين، ونقابتي تجار المجوهرات والصرافين، وصفة خاصة من الغرفة العسكرية». وقررت القيادة «عدم السماح للطيران الشراعي بالتحليق في منطقة جونيه ومحيط مقر إقامة البابا في السفارة البابوية في حريصا». وكان رئيس الجمهورية ميشال سليمان اطلع في القصر الجمهوري من وزير الداخلية مروان شربل على الوضع الامني، ومن السفير اللبناني لدى الفاتيكان جورج خوري على الاستعدادات في الكرسي الرسولي لزيارة البابا لبنان. وقال النائب السابق لرئيس مجلس الوزراء عصام فارس في تصريح، «ان البابا يحل رسول سلام حاملاً معه إرشاداً رسولياً للبنان وسائر بلدان الشرق الاوسط ليؤكد لنا كما قال اننا في زمن التحديات والتحولات لسنا ابداً وحدنا، وكلمته تنبع من ادراكه العميق لخصوصية وجود المسيحيين في الشرق الاوسط ولحجم التحديات التي تواجه وجودهم وحضورهم ودورهم، وشاءهم الله فوق ارض مقدسة ليعيشوا في الرجاء وليكونوا شهود محبة لجميع اخوانهم المسلمين من ابناء المنطقة». ورأى ان الارشاد الرسولي الذي يحمله البابا الينا بوابة امل لشرقنا المتألم لكي يعيد قادته وأبناؤه بناء السلام العادل والآمن». واعتبر عضو كتلة «المستقبل» النيابية عمار حوري، ان الزيارة «بما تحمله من رمزية ومعانٍ، دفعت بالجميع وخصوصاً قوى 14 آذار لتغلب هذه الأولوية على ما عداها». وأكد «ان قوى 14 آذار حين تقرر تسهيل ظروف زيارة البابا فهي تقوم بواجب وطني على مدار السنة وليس في وقت محدد فقط». ووصف عضو كتلة «التنمية والتحرير» علي عسيران الزيارة ب «التاريخية والاستثنائية، تؤكد اهتمام الفاتيكان بلبنان كوطن ورسالة وملتقى الحضارات بين الشرق والغرب ومركز إشعاع للحوار».